OCP

في الشأن الفلسطيني: رسالة إلى ابنتي في المهجر

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية  :محمد موهوب.

كجزء من أحرار العالم، نعتبر القضية الفلسطينية علامة مفصلية في الانتصار للإنسان، جنس الإنسان. الانتصار له ضد الرأسمال الغاشم الذي يعتبر صنيعته إسرائيل يده التي يبطش بها في الشرق الاوسط، دون أن نتحدث عن الظلم والجرائم التي اقترفها سدنةُ الرأسمال في حق اليهود منذ القدم وحتى التتويج النازي بالمحرقة. لهذا فالصراع مع إسرائيل اليوم هو صراع على واجهتين: واجهة نصطف فيها مع أحرار اليهود، كما اصطف آباؤنا مع آبائهم في التاريخ الحديث: الموقف المشرف للمغاربة ملكا وشعبا ورفضهم الانصياع لقوانين بيتان النازية في فرنسا النازية. نصطف معهم ضدهم، ضد المحسوبين عليهم، ضد صهيونيهم الذين يسطون على الذاكرة والتراث اليهودي وما قدمه من تضحيات في التاريخ المعاصر، لتسخيره لصالح المستبدين الجدد من عبدة المال؛ ومصطفىين معهم، من جهة أخرى، لإنصاف الفلسطينيين الذين حمّلهم الغرب وزْر ما أوقعه باليهود؛

إننا ننتصر، ثانية، للقضية الفلسطينية لعدالتها، وعدالة من أقامه شعبُها ممثلا لها في انتخابات ديموقراطية، وقف على نزاهتها العدو قبل الصديق. والمنتقدون لحماس، معظمُهم منتقدٌ لحماس الدين. معظم الليبراليين في الغرب وعندنا، معظم المتياسرين في الغرب وعندنا، أصحاب الفهم الزائد والمغلوط للتكتيك والاستراتيجيا، يتمنون دكّ إسرائيل لحماس. في قرارة أنفسهم عموما، (حتى لا نتحدث عن ديوثيهم ومتخاذليهم الكُثر) يتمنوا لو أتت اسرائيل على حماس. تماما كما تمنّت إسرائيل يوما، بفهم زائد ومغلوط للتكتيك والاستراتيجيا، ضربَ فتحِ عرفات بحماس المجاهدين. والنتيجة هي ما نرى من سوء الحساب وسوء العاقبة. فلاهُم فهموا الدين واستعادوا الجذوة التي كانت في أصله (وهو وجه من الصراع الذي يعيشه اليهود اليوم مع الصهاينة الذين يريدون السطو على الإنساني في التاريخ اليهودي، لهذا أكرر أننا معهم، فمثلهم ننتفض ضد من يسطو على الاسلام لإفراغه من البقية الباقية من رأسماله الأخلاقي الذي جعل منه قيمة إنسانية تتغيى الإنسان، إنسان الحياة لا إنسان القبور)، ولا هم ربحوا التكتيك والاستراتيجيا وجنبوا أهلهم وذويهم الذعر والخسران (الذي عاشوه ويعيشونه اليوم)؛

العنصر الثالث في مرافعاتنا عن أسباب انخراطنا في قضية إنسانية عادلة، في قضية الإنسان، قضية عدالته: إذا كان لحماس كل العيوب (النازية): قتل، بطش، دمار….، (= مكونات كل المقاومات التاريخية: عيوب المقاومة !؟) فلِمٓ أهانت صهيون فتح عباس، بل فتح كل الذين لم يوكَلوا، تمنوا ألا يوكَلوا للاصطفاف مع حماس (ببساطة لبُعد الشّقّة بيننا وبينهم، حتى أنهم ليشكلون في وضع سياسي ديمقراطي عاد، خصومنا السياسيين)، بل أضعفتها، أهانتها وأهانت معها كل الاختيارات غير اختيارات المقاومة، فضربت عرض الحائط بكل أمال أوسلو ويأسَت أجيالا بأكملها، إلا من الشهادة وحمل السلاح كما نرى اليوم؟! ما الذي قُدم لخصوم حماس المتشددة لهزمها: إنها قصة أوسلو والإفشال الممنهج للدفق الذي خلقه؟

لهذا كله كانت مواقفنا اليوم، كما البارحة، منبثقة من:
الانتصار للقضية الفلسطينية انتصار وتذكير بالإنساني فينا، انتصار للإنسان، لإنسان الكرامة؛ الانتصار للقضية الفلسطينية، انتصار للحرية (حرية الاختيارات الإنسانية)، انتصار للديموقراطية (اختيارات الانسان للمجتمعات والأنظمة التي تحترمه، تحترم تطلعه الى ما يسمح بتحقيق انسانيته، في نفسه، في عالمه ومع أبناء جنسه)؛ الانتصار للقضية الفلسطينية، انتصار لأحرار اليهود الراغبين في العيش في مجتمعات ديمقراطية تغتني بالاختلاف وتنأى بنفسها أن تعيش في خصوصيات موهومة، خصوصيات تستدعي الغيتوهات وفكر الغيتوهات؛ الانتصار للقضايا العادلة، للعدل، انتصار لغد أرحب يسعنا كبشر، ويمكننا من تحقيق إنسانيتنا على هذه الارض وتحت قبة السماء.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.