الكاتب عبد الغفور خوى يكتب عن الزلزال: أتأمل فقط
لفور تنمية عبد الغفور خوى
” إن زيارة ملكنا لنا وحدها تكفينا ” هكذا صرح رجل بسيط من الذين فجعهم زلزال الحوز.
” الحمد لله أن الزلزال ضربنا نحن، ولم يضربكم أنتم، لو حدث العكس ما كنا نستطيع أن نساعدكم، فنحن لا نملك شيئا ” بهذه السلامة الفطرية صرح أمازيغي حر لأحد الإعلاميين.
” لقد فقدنا أحباء لنا في الزلزال، لكن لنا أحباب آخرون زارونا هم أنتم ” كلمات بسيطة نطقت بها سيدة أمازيغية من الناجين وهي تستقبل مساعدين قدموا من مكان ما من هذا الوطن.
هذه فقط عينة من تصريحات عديدة تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي مفعمة بالنبل والطيبوبة وسمو الأخلاق، تصريحات يجب النظر والاستماع إليها بعين وأذن القلب لأنها صادرة من أعماق قلوب مكلومة حد الألم. قلوب قهرت الزلزال بكل جبروته، وإلا كيف استطاعت أن تواري داخلها كل هذا الاحتياطي من الجرح وتخرج هذا الجمال من الكلام، وهذا الكم من الحب. أطفال وشيوخ وكهول ونساء قهروا الزلزال المدمر بصبرهم وصفاء سرائرهم وسمو أخلاقهم فانفجرت عيون بماء مبارك زلال تواسيهم، وتسابق العالمون لمد يد العون، لكن الكبرياء صنعت في المغرب، وحج الأهل والصحاب من كل حدب وصوب يوزعون البسمات في الأعالي والتلال و الطرقات، فشمس الأطلس لنا، ولنا القمر ، ولنا النجمات اللامعات، والكرم نحن، والنبل محتدنا والصبر رفيقنا، والحب، وكل الباقيات الصالحات.
تحايا بلا ضفاف لكم أهلنا في الأطلس الشامخ بشموخكم، تحايا بلا حدود لهذا الشعب الذي يعلم العالمين اليوم كل القيم النبيلة. شعب انتزع احترام كل الشعوب التي فرحت يوم فرح وبكت يوم حزن.