OCP

الباحث مصطفى حمزة يكتب :جوانب من التاريخ الراهن لبلاد أحمر. – سجن مدينة الشماعية. ( الحلقة 6 ).

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لفور تنمية: الباحث مصطفى حمزة

 مع صدور جريدة العلم بتاريخ 11 شتنبر 1946م، بدأ أحمد زغلول يتوصل بأعداد منها ويكلف أحد الشباب بتوزيعها ، ومع تزايد انتشار الجريدة وإشعاعها والرسائل التي كانت تمررها، شرع الفرنسيون في التضييق على أحمد زغلول ومجموعته، مستعملين كل أساليب الترهيب، بما فيها استغلال أي حدث للإيقاع بأعضاء المجموعة .

وفي هذا السياق، يدخل الاعتقال الذي تعرض له الشاب الذي كان مكلفا بتوزيع الجريدة، من طرف مفوضية الشرطة ب ” لوي جانتي ” اليوسفية حاليا، وخضوعه للاستنطاق حول علاقته بالجريدة. ويبدو أن هذا السلوك، كان الهدف منه هو إرهاب وتخويف أعضاء المجموعة، إلا أنه عند استدعاء أحمد زغلول واستنطاقه، أقر في محضر الاستماع إليه بدون خوف، أنه هو المسؤول عن الجريدة وهو من يتوصل بها، وأن علاقة الشاب بالجريدة هي التوزيع فقط مقابل أجر مادي. وبعد إنجاز محضر الاستماع لأحمد زغلول، وتضمينه تصريحاته كاملة، تم عرضه على جلسة بحضور المراقب المدني ” Jean DENIS “، فتم الحكم عليه بغرامة مالية، ورغم أن الحكم كان خفيفا نظريا، فقد اعتبره القائد محمد بلكوش – الذي خلف والده القائد العربي الذي توفي سنة 1945م – حكما جائرا، وخاطب المراقب المدني أثناء الجلسة قائلا: « كان عليكم منع الجريدة من الدخول إلى المدينة والمنطقة، خصوصا أنكم تتوفرون على كل الإمكانيات التي تسمح لكم بذلك، بدلا من إصدار مثل هذا الحكم الجائر في حقه » ، ويتبين أن القائد كان يدرك خلفيات هذا الحكم، ولذلك بعد مرور مدة وجيزة، تم عزل أحمد زغلول من مهمة عدل ، بمبرر أنه يمارس نشاطا تجاريا ( بيع الجريدة )، ومهمة عدول. ولم يقف تعسف الفرنسيين عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى حد اتخاذ إجراءات تحد من الحريات العامة للإنسان المغربي، ومن ضمن هذه الإجراءات:

– كانوا يسألون المغاربة عن صلتهم بجريدة العلم، وهل يقرؤونها؟

– اعتبار مصافحة المغاربة للوطنيين في الأسواق وغيرها من الأماكن جريمة يعاقب عليها القانون.

– منع المغاربة من تنظيم حفلات عيد العرش كما حدث سنة 1952م، إذ تم منع ناحية أولاد عيسى من الاحتفال بعيد العرش منعا كليا، والحفلة التي أقيمت بمدينة الشماعية اقتصرت على بضع ساعات في اليوم الأول من أيام العيد .

– إلزام المغاربة بالوقوف للمسؤولين الفرنسيين، وتأدية التحية لهم كلما التقوا بهم أو مروا من أمامهم، وهو ما تؤكده مجموعة من الأحداث نذكر من منها:

1 – أن المكلف بسجن الشماعية، كان يأمر السجناء برفع أيديهم لتحيته، كما تؤكد ذلك شهادات مجموعة من السجناء الوطنيين  .

2 – أن المراقب المدني المحلي، عندما كان يقوم رفقة القائد بالجولة الاعتيادية لزيارة الحفلات المنظمة بمناسبة عيد العرش، كان يلزم المنظمين والحضور بالوقوف ورفع أيديهم لتحيته . وبالمقابل كانت هناك مواقف للوطنيين رافضة لهذا السلوك وتعتبره عملا لا مبرر له، وهو ما عبر عنه الوطنيون من أسفي المعتقلون إثر إضراب 11 يناير 1952م، لما رفضوا رفع أيديهم لتحية المسؤول عن سجن الشماعية، ووطنيو مدينة ” كشكاط ” بقيادة أحمد زغلول لما رفضوا الوقوف للمراقب المدني وتحيته أثناء زيارته للحفلة التي نظموها بمناسبة عيد العرش سنة 1952م.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.