OCP

الباحث مصطفى حمزة يكتب: جوانب من التاريخ الراهن لبلاد أحمر. – سجن مدينة الشماعية. ( الحلقة 4 ).

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لفور تنمية/ مصطفى حمزة

لولا الإفادات التي أمدتنا بها مذكرات بعض الوطنيين ()، والروايات الشفوية المتداولة محليا حول سجن مدينة الشماعية (القصبة الإسماعيلية سابقا)، لظل أمره نسيا منسيا، خاصة وأنه كان يوجد في مدينة صغيرة وقليلة السكان، كما أن المشرفين عليه كانت لهم رغبة في إخفاء خباياه.
وهكذا كشفت لنا هذه الوثائق عن الظروف القاسية داخل هذا السجن، وأشكال أنواع التعذيب التي كان يتعرض لها السجناء، كما كشفت لنا عن أسماء مجموعة من الوطنيين الذين ذاقوا مرارة الاعتقال بهذا السجن، نذكر منهم:
1 – أحمد بن إبراهيم زغلول: تسلمته المراقبة المدنية بمدينة الشماعية سنة 1944م، بعدما قضى مدة ثلاثة أشهر بسجن ” أغبالو ” وهي المدة التي حكم بها على الطلبة الأفاقيين الذين كانوا يدرسون بالقرويين، بعدما ضبطتهم سلطات الاحتلال وأحد الوطنيين يقرأ عليهم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ونظرا لوطنيته وللخطورة التي يمكن يشكلها على المراقبة المدنية المحلية، أدخله المراقب المدني السجن، وكان يرغب في تمديد فترة اعتقاله، ولما علم القائد العربي بلكوش برغبة المراقب المدني، تدخل وطلب منه الإفراج عن الشاب أحمد زغلول لكونه قضى المدة المحكوم عليه بها بسجن أغبالو، ولا يمكن سجنه بالشماعية في غياب أي سند قانوني، وأكثر من ذلك رفض اقتراح المراقب المدني بأن يكون فك سراح الشاب أحمد على ضمانته، مشيرا إلى أن الشاب أحمد هو ابن المنطقة وله أسرة معروفة.
الواقع أن موقف القائد العربي بلكوش وفي الفترة التي نتحدث عنها، هو ترجمة حقيقية لوطنيته الصادقة وللعلاقة التي كانت تجمعه بالوطنيين سواء بأسفي من أمثال: الفقيه عبد السلام المستاري، وإدريس بناصر… أو بفاس مثل: إدريس بن بوشتى، هذا إلى جانب العلاقة التي كانت تربطه بوالد أحمد زغلول، والحظوة التي كانت لهذا الأخير عنده.

أحمد زغلول من القادة المؤسسين للحركة الوطنية ببلاد أحمر وأساسا بمدينة ” لوي جانتي ” من مواليد 1916م، تتلمذ على يد الفقيه الكانوني بأسفي، وباقتراح من القائد العربي بلكوش، انتقل إلى أولاد بن السبع ليدرس هناك رفقة المختار بن العربي بلكوش، وقد استغرقت مدة دراستهما هناك أربع سنوات، درسا خلالها مبادئ النحو والفقه واللغة ()، وبتشجيع من القائد العربي بلكوش وتحفيز منه، شدا الرحال إلى مدينة فاس سنة 1933م لدراسة الحديث وأصول الدين ومختلف العلوم…بالقرويين ()، وقد كانت مدينة فاس خلال هذه الفترة تعيش أحداثا مهمة، كان لها بالغ الأثر على شباب المغرب ومن ضمنهم طلبة القرويين . (يتبع)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.