احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
لفور تنمية. ذ خالد جبور
نظمت شعبة الترجمة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش آسفي _ سلك التبريز ملحقة وادي الذهب_ ندوة علمية حول موضوع: ترجمة النص الفلسفي، قضايا ونماذج، وذلك يومه الأربعاء 15 دجنبر 2021.
وقد نشّط الندوة كل من الأستاذين محمد سوسي، أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس، و الأستاذ لحسن تفروت، أستاذ مكون بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش، بالإضافة إلى الأساتذة خالد المعزوزي، وللا نزهة العلوي.
وجدير بالذكر أن الندوة تخللتها جلستان علميتان، استُهِلّت بكلمة لمدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ذ. عبد الجبار كريمي، وتلتها مداخلتين:
الأولى للأستاذ محمد سوسي بعنوان رهانات ترجمة النص الفلسفي إلى العربية، قضايا و نماذج ؛ حيث تطرق إلى أهمية قراءة المُتن وتمحيصها والإحاطة بالاشكاليات التي يطرحها النص قبل ترجمته.
كما أشار إلى ضرورة إعادة ترجمة النصوص ومقابلة الترجمات ابتغاء مزيد من الاتقان وتفاديا لمجموعة من المطبّات كالتصدير، واستدخال الأهواء والذاتية في نقل النصوص من لغة إلى أخرى.
كما طرح الأستاذ سوسي مجموعة من الأسئلة، أهمها: كيف يمكن نقد النصوص المترجمة ونحن لا نعرفها في لغتها الأصل؟
لماذا لا يخضع النص الواحد لترجمات عديدة؟
وما الفرق بين ترجمة النص الفلسفي وترجمة النصوص الأدبية ؟
وختم الاستاذ مداخلته قائلا :
” أن نترجم يعني أن نضع قيمتنا الأكاديمية في خطر”
أما الأستاذ لحسن تفروت فقد تطرق إلى انعكاس الترجمة على الدرس الفلسفي بالمغرب، راسما ملمحا عاما لصيرورة هذا الدرس تاريخيا. وإذ قارب الأستاذ هذا الموضوع تاريخيا، فإنه عمل على التذكير بأبرز الأجيال التي تركت بصمتها في الدرس الفلسفي:
الجيل الأول، جيل المؤسسين، محمد الحبابي الذي كان يكتب باللغتين الفرنسية والعربية، ومحمد عابد الجابري صاحب مشروع نقد العقل العربي، بالإضافة إلى العروي ومقاربته لإشكالية الحداثة العربية.
الجيل الثاني مع بزوغ الرافد الأنكلوساكسوني؛ فالجيل الثالث المجدد بطرح رواده لموضوعات راهنية، ولأساليب مبتكرة في تقريب الدرس الفلسفي من طلاب العلم: الفلسفة والحياة، الفلسفة والفن، والفلسفة والسينما…
سيّر الجلسة الأولى ذ إدريس شريفي علوي.
أما الجلسة الثانية فقد سيرها الأستاذ أبو عمران السعيد، وقد تضمنت مداخلتين. مداخلة الأستاذ خالد المعزوزي، بعنوان الثابت والمتحول في ترجمة النص الفلسفي، تحدت فيها عن مستويات الترجمة: الترجمة العامة التي هي مرحلة من مراحل تكوين المترجم، والترجمة المتخصصة التي هي تتويج لصيرورة تكوينية وتجويد لعمل الترجمة وضبط لآلياتها، يقول الاستاذ” الترجمة إما أن تكون متخصصة أو لا تكون.”
وفي الختام تطرقت الأستاذة للا نزهة العلوي _ أستاذة الترجمة وعلومها بمركز التبريز _ إلى موضوع التكوين في الترجمة، في مداخلة بعنوان: Traduire des textes d’idées dans le cadre de la formation en traduction en CPA،
جرَدت الاستاذة العلوي في مداخلتها أهداف التكوين في الترجمة وأهمها ضبط آليات الاشتغال في هذا الميدان بالغ الأهمية ثقافيا وحضاريا. كما ركّزت على توجيه المجهودات نحو تطوير المكتسبات لإتقان الترجمة التي هي ” مجهود دائم التجدد” حسب تعبيرها.
وقد انتهت الندوة التي دامت ما يقارب خمس ساعات بنقاش مستفيض تخللته العديد من الأسئلة وتبادل للخبرات والتجارب.