عبد الجليل الكوهن : شمعة احترقت لتضيء ظلام الأمية الرقمية ببن كرير
لفور تنمية. عاطف الرقيبة
آه على هذه الحياة
وألف آه يا زمن
ما قيمة الأوطان فينا
إن غدا القبر وطن …
أو أصبح الإنسان حيا
ثم أمسى في كفن …
اسمحوا لي أن أدعوكم للسفر عبر الزمن إلى نهاية تسعينات القرن الماضي. المكان قرية بن كرير لا يوجد هنا شيء اسمه الباڤي.. أتربة في كل مكان، مجموعة من الأحياء بدون صرف صحي وأكوام من النفايات تؤثت مزابل رسمية ببعض الأزقة. تجارة المخدرات والماحيا والكيف تنتعش في جميع أحياء الهامش. سيارة يتيمة من نوع سطافيط وأخرى جيب وعدد من رجال الأمن معدودون على رؤوس الأصابع يجاهدون لاستثباب الأمن داخل عشرة أحياء متفرقة تظم أحزمة البؤس والفقر والهشاشة وكوكتيل من الجرائم … شباب جامعي معطل وآخر تائه وآخر يبحث عن قشة تنقذه من جزيرة الضياع هاته. شارع الأمير مولاي عبد الله ينطلق من أمام با لمحجوب السيكليس وينتهي عند مختبر التصوير الرحامنة … ثانوية وحيدة ( صالح السرغيني ) و إعداديتان ( عبد الله ابراهيم و وادي المخازن ). و حده شارع محمد الخامس (القشلة) بمقاهيه ومحلات الشواء والطواجن فيه يقوم بتسويق ترابي للإبنِ جُريرْ. هي البدايات الأولى في اختراع الكروسة موديل القزديرة المصنوعة من براميل معدنية وعمودي خشب ( ركايز) …
في هذا الدوار الكبير ساهم مترفوه في خلق مشاريع فيطزية (تيليبوتيك/ مقهى/ منازل للكراء/ حمامات / قاعات البلياردو وألعاب الفيديو / الفليبيير…)
لكن شابا وسيما من الدار البيضاء أيض البشرة، أحمر الوجنتين تظهر عليه آثار النعمة والمعرفة والعلم جاء ليفتتح أول مقهى أنترنت ببن كرير cyber. وهو شكل من أشكال التطور الاجتماعي فرضته القوة التكنولوجية، دون أن ننسى أيضا cyber café عائشة مولات المكتبة في السيسان …