OCP

ادريس المغلشي يكتب : بؤس الخطاب السياسي .

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لفور تنمية:ذ ادريس المغلشي .

الخطاب السياسي المؤطر والواعي والمسؤول هو القادر على خلق جو من التفاعل المعزز للثقة بين الفاعل السياسي والمواطن. مما يجعله مدافعا عن أطروحته بوعي ومسؤولية. مانشاهده في السنوات الأخيرة لايعدو أن يشكل صورة كاريكاتورية لاعلاقة لها بمايصرح به أغلب المسؤولين السياسيين .حين تتابع ندوة سياسية أول ملاحظة تتبادر إلى الذهن وجود تشابه في الخطاب أفقيا وعموديا يصعب معه التمييز بين التوجهات وكذا الاصطفافات .كل البرامج نسخ متكررة طبقا للأصل .فيصدق عليها مقولة ” لقد تشابه علينا البقر” وكذا المواضيع ولم نعد نستطيع الفرز .يختلفون في شيء وحيد لايشكل قيمة مضافة للعمل السياسي بقدرما يعزز من سوء التدبير المنهجي والبيداغوجي حين يلتقيان في السب والشتم وتبادل الإتهامات ويتساءلون في استغراب شديد لماذا هذا النفور والعزوف لاشتغال الشباب بالسياسة ؟
لعل ما يسجله التاريخ أن الكائنات السياسية ببلدنا اتفقت دون أن تدري أو لعلها تواطأت في السر ففضحها العلن كونها تنهج نفس الأسلوب والمعجم من المفردات في الخطاب ومعه يستحيل التمييز بين مرجعياته.فيدفعنا هذا الوضع لطرح سؤال موضوعي .كيف سيميز المواطن بين التوجهات والمشاريع الإنتخابية والعرض السياسي ليضع صوته لصالح من اقتنع بطرحه وآمن بأفكاره ؟

لقد صرنا في حيرة من أمرنا بعدما تداخلت الأفكار فازداد الغموض والالتباس لتكثر في الاونة الاخيرة الخطابات السياسية بوثيرة لم يعهدها المواطن وتبدو في تصاعد منقطع النظير لحد الإسهال بعدما ساد فراغ .لكن الملاحظ أننا أمام ظاهرة شاذة تحتاج لكثير من التروي والتحليل العميق من أجل الوقوف على أعطابها الكثيرة لأن المحصلة النهائية أبانت أن كل المشاريع السياسية تبدأ بشعارات كبيرة فضفاضة مدغدغة للعواطف غير مستقرئة للواقع حالمة فتصطدم بالتدبير وتتراجع وتنتكس فتنتقل من وضعية التبني والتدبير بالجرأة المطلوبة إلى الإختيار السهل من التبرير إلى الإنسلال بشكل مفاجئ من تحمل المسؤولية والبحث عن المخرج السهل لاغتنام مكاسب قبل فوات الأوان.

 لنوضح أكثر بمثال الكل يلاحظه .لنأخذ أمين عام حزب الأحرار وحزب العدالة والتنمية باعتبارهما يحتلان حيزا هاما من النقاش الدائر الآن وربما هناك من يراهن على أحدهما في المرحلة المقبلة لنقف على مستوى الخطاب والعرض هل فعلا يناسب المرحلة ؟

لنتفق أولا على معطى استثنائي يخص مملكتنا السعيدة الحزبان معا يقفان على طرفي نقيض داخل حكومة واحدة فلاهي فكت الارتباط ولاهي تواضعت واعترفت بعدم التنسيق البادي للعيان وجعلت مصلحة المواطن ضمن أولوياتها . رئيس الحكومة يصرح في موقعين مختلفين برأيين متناقضين . ووزير الفلاحة ضمن حكومته يدبر شأن وزارته وكأنه لايعنيه من يكون في رئاسة الحكومة.
“كلها يلغي بلغاه ” وبكل وقاحة يتكلمون عن الإنسجام وهو أبعد مايكون منطلقا لهم . يأخذون صورا داخل اجتماعات حكومية ويرسلون لبعضهم البعض رسائل لتصفية حسابات المضمر فيها أكثر من المعلن .

في ظل الظروف الملتبسة سمتها الأساسية التردي والقرارات اللاشعبية والانحدار الأخلاقي في شقه الأساسي الحقوقي الذي لنا عودة لنحصي خسائره في الساحة في عهد هذه الحكومة التي أفرطت في المدح حتى أسكر المريدين .فغاب التحليل والتعليل المنطقي والموضوعي . كيف سيكون العرض السياسي في ظل هذا التوثر ؟ وهل لازال هناك أمل وثقة فيمن يرفعون الشعارات ؟

كنا نظنهم الأمل فتبين أنها مجرد جسور صنعت بتدليس لتصل بهم لمصالح شخصية ومادونها فمصيره الطوفان .

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.