المركب التربوي المندمج بانزالت لعضم ينجز ربورتاجا حول سهب المسجون
فور تنمية
تتمركز قيادة لوطا في وسط المغرب على ارتفاع نحو490 مترا عن سطح البحر وتبعد حوالي 70 كيلومترا شمال مدينة مراكش، فهذه المنطقة تعرف نظاما إيكولوجيا غنيا ومتنوعا .
إلا أنها في الآونة الأخيرة وبسبب التقلبات المناخية، وقلة التساقطات، والإهمال الذي تتعرض له من طرف الساكنة، بدأت تفقد مقومات الوسط الملائم للحفاظ على الكائنات الحية المساهمة في التنوع البيولوجي.
فعلى مشارف منطقة الرحامنة يوجد حوض سهب المسجون حيث يتوفر على بحيرة كبيرة معروفة دوليا وتعد محطة إستراحة للطيور المهاجرة ومقرا لأخرى مستوطنة، إلا أن تراجع خصائصها جعلها محطة دراسات لخبراء وطنيين ودوليين .
ترى ماهي أبرز التحديات التي تواجه المنطقة؟ وما الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي بحوض سهب المسجون، وإعادة نشاطه الحيوي؟
تهديدات وتحديات:
من أبرز ما تواجهه المنطقة- التي تمتد على مساحة كبيرة بالجماعات الترابية؛ اولاد املول، الهيادنة ،اولاد زراد والمحرة التابعة لعمالتي الرحامنة وقلعة السراغنة.- انخفاض نسبة المياه الجوفية يوما بعد يوم، فالمكان كان حتى أواسط القرن الماضي بحيرة مائية تشكل وسطا طبيعيا متكاملا متميزا عالميا .
إلا أن التدخل العشوائي للإنسان، باستعماله غير المعقلن للمياه، والرعي الجائر، أدى الى نتائج وخيمة .
لذلك ابتعث المركب التربوي المندمج انزالت لعظم لجنة تلاميذية في اطار خرجة استكشافية إيكولوجية بتنسيق مع الدكاترة الباحثين المتخصصين في المجال، للوقوف عن كثب على كيفية دراسة الأنواع البيولوجية المتواجدة بسهب المسجون وخاصة المستوطنة منها، في اطار دراسة مشتركة بين متحف الحفاظ على التنوع البيولوجي بمراكش- جامعة القاضي عياض- ، و جماعة اولاد إملول ، التي تعتبر المحافظة على التنوع البيولوجي شاغلا مشتركا للبشرية، لتمكين المنطقة من الحفاظ على نظامها الايكولوجي.
وقد إعتمد مشروعCDRT 110212 نهجا رئيسيا للمحافظة على التنوع البيولوجي المائي المهدد خاصة وأن هناك أنواعا من الكائنات الحية المستوطنة بهذا الحوض .
ورشات علمية نظرية وميدانية:
وكانت أولى محطات هذه الخرجة العلمية، اللقاء الذي أطره الاستاذ الدكتور محمد الغامزي -تخصص في الرخويات المائية المتواجدة بباطن الارض- بمقر جماعة اولاد املول، حيث تم تعريف التلاميذ في عرض نظري بسهب المسجون ودوره في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالمنطقة، إذ يعتبر محط الطيور المهاجرة شمالا وجنوبا، ووسطا طبيعيا لتكاثر الحشرات والزواحف والنباتات المختلفة التي لفتت انظار الباحثين اليه. كما بين الأهداف من الدراسات والابحاث التي تجرى بالمنطقة.
ثم الانتقال بعد ذلك الى عين المكان – سهب المسجون – حيث تنوعت الورشات، فكانت أولاها مع الاستاذ الباحث : لحسن مستقيم؛ والمتخصص في النباتات المائية والتي تعيش في المناطق الرطبة، بين الأنواع التي تتكاثر بالمنطقة، والتقنيات الميدانية لجردها، وكيفية دراستها، وأهميتها في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وفي ورشة ثانية أطرتها الاستاذة الباحثة نضال فتناسي، والمتخصصة في الفراشات الليلية بالأطلس الكبير، والاستاذة سمية متوكل، والمتخصصة في الحشرات التي تتكاثر تحت الارض وفي المغارات، تم الحديث عن دور هذه الحشرات في الحفاظ على أنواع النباتات، وتوفير المواد العضوية لها، وكذا تقنيات جمعها ،والطرق المعتمدة في ذلك للتمكن من دراستها.
وفي الورشة الثالثة، تطرق الاستاذ عبد الرحيم اسخيفة والمتخصص في الزواحف، إلى مجموعة من أنواع العقارب والزواحف التي تتكاثر بسهب المسجون، ودورها في التنوع البيولوجي بالمنطقة ، والطرق السليمة للبحث عنها.
وبجماعة لمحرة التي يمتد سهب المسجون على جزء من أراضيها، قدمت الورشة الأخيرة التي أطرها الاستاذ الدكتور محمد الغامزي ، حيث ذكر الاستاذ أن هناك دراسة حول الرخويات المستوطنة بالفرشة المائية لسهب المسجون، وبين أبرز التحديات التي تواجهها المياه الباطنية وعلى رأسها التعرض للتلوث بسب غياب حاجز يحول دون سقوط النفايات التي ترمى بجانبه من طرف الساكنة، والتي لا يتم التعامل معها بالشكل المناسب، ويظهر الامر جليا في القاء جثث الحيوانات النافقة في الهواء الطلق، مما يشكل خطرا صحيا، وثأتيرا بيئيا، وتشويها لجمالية المنطقة.
وهذا الأمر يشكل خطرا على صحة الانسان، ويظهر ذلك في انتشار أمراض جلدية كاللشمانيات التي تنتقل بواسطة الحشرات بين السكان المجاورين
وعلى الرغم من هذا فإن هناك تنوعا بيولوجيا خفيا بفضل تحول المواد العضوية إلى مواد معدنية، لها أهمية كبرى في التنوع البيولوجي الذي يقدم العديد من الخدمات للنظم الايكولوجية ذات الأهمية البالغة لعافية الانسان.
توصيات:
في ختام الجولة الاستكشافية، وعلى شكل مائدة مستديرة، تم اقتراح مجموعة من التوصيات أبرزها:
تصنيف حوض سهب المسجون ضمن المحميات في المغرب حسب القانون 07/22.
إنشاء مركز للتربية البيئية للتعريف بالمكونات والتواصل مع الساكنة .
تأهيل المنطقة لتكون قطبا سياحيا تحقق التنمية المستدامة لها .
تنظيم زيارات لتلاميذ المؤسسات التعليمية لهذه المنطقة تشجيعا لهم على البحث العلمي.
حث الساكنة على الاعتناء بسهب المسجون ودفن الحيوانات النافقة.