OCP

مجلّة “فينُوس” (بيت الحكمة) تعد ملفا خاصا عن شخصية العدد الأوّل الأديب المقاوم عادل أوتنيل

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية: أسماء السلامي وعثمان السلماوي

 

الصبر، والعزيمة، والقوة، والكفاح، هذه سماته. الأمل، والشجاعة، والصمود، هذه شعاراته. الشقاء والمتاعب، والوحدة، والألم هذه بعض عناوين حياته. كوكتيل  متنوع  لاسم متعدد  “عادل أوتنيل“ أو  ”الصعلوك” كما يحب أن يسميه البعض. طريقه نحو العيش نموذج بشري للإرادة والقوة في الحياة. غريبة هذه الحياة  تنقد من لا يستحق الحياة أحيانا، وتغرق من يتشبث بأسدالها وأغصانها حبا في العيش أحيانا أخرى، عيش يضمن له الوصول إلى الأعالي رفقة المعالي؛ يلملم نفسه ويجمع أشلائه من هنا وهناك لعلّه يكوِّن جسد يعكس صلابة روحه رغم الجروح ، حقا غريبة … هي عابرة والإنسان ضحية عبورها… إنها لعبة من صنع القدر و الأقدار قوى  من الله الجبار فلا شيء أقوى ….أقدارنا تلحق بنا فالانسان يعيش مرتين مرة لنفسه وأخرى لنفسه أيضا شريطة ان تكون له إرادة عادل.

   منحت الحياة عادل  حياة يطاردها الموت والمرض. شبح الموت ظل يلاحقه مطالبا بفصل الروح عن الجسد،         و من هنا يبدأ الصراع….. صراع يضحى فيه الضيف مالك الأرض و حاكمها، لتبدأ مرحلة التلاشي و التخبط وسط زحمة الحرب، ويعلن  وحش الدماء انتشاره في غفلة من أمره ؛ لكن تبقى الكلمة الأخيرة كلمة نسج خطتها عادل بمعية رسل القوة والإرادة والمحاولة و عدم الاستسلام؛ فقد  قاوم و جاهد في سبيل العبور الى بر الأمان لكن مهما حاول المرء أن يبلغ السعادة،  فإنه لن يستطيع إن اعتقد أنها سهلة…

لقد عانى أوتنيل كثيرا  جراء استيلاء الخبيث على حنجرته، وهو  ما زاد الطين بلة. لم يكفه معاناته من صعوبة في النطق و إعاقة جسدية شبه كلية تعيقه و تقعده الكرسيّ المتحرك ،  حتى جاء ”الخبيث ” زائرا غير مرغوب في حضوره. لكن “من المعاناة يبزغ فجر أقوى الأرواح، وأعظم الشخصيات معلّمة بندبات” كما قال جبران خليل جبران .

 الكتابة بدورها  تولد من رحم المعاناة ، وهو ما تعكسه تجربة  الدكتور و الأستاذ الجامعي عادل أوتنيل  في مختلف كتاباته.

 كتب أول رواية له تحت عنوان ”اللصيلصون في قصر المتعة“، هذا الإبداع المسطر على دفاتر الأيام جعلنا نعيش بالرواية وكأنها واقع. تحكي الرواية بأسلوب أدبيِّ- فلسفي- حكاية القهر  والمعاناة و مرارة العيش. فقد عاش بطلها حياة ملؤها الحزن والأسى، بعدما حرمته إدارة جامعة محمد بن عبد الله من مناقشة دكتوراه إلا أن سقط حرف الحاء للأحلام، تناثرت وضاع بريقها ، و بروحه المعتادة لم يضع سلاحه أمام العدو رغم الضعف فقد واصل المسير وأعلن الحداد و رفع راية الاعتصامات و الاضرابات عن الطعام لمدة لا تقل عن عام من الدهر الى أن قدم أطروحته أمام حشد من الجماهير سنة 2015، و منه قام مجموعة كبيرة من الطلبة و القراء و آخرون بحملة تضامنية تزامنت مع معرض الكتاب بالدار البيضاء للسنة الماضية بعنوان ” اشتروا اللصيلصون”، كمبادرة جماعية لمساعدة الصعلوك و إعانته على التكاليف المالية للمستوطِن الخبيث.

   وكأن الحياة تريد  إنصاف سيّد الصعلكة رغم المعاناة ، مكافأة له على تشبثه القوي بها. إذ أنه يحظى باحترام وتقدير كبير  وسط كليات مدينة فاس وخارج مدينة فاس أيضا، بسبب عزيمته و طموحه المستميت و مبادئه النضالية و مطالبه المشروعة، رغم ما يتكبده من ألم كما قال صديقه المقرب جواد كروم ؛ وفي هذا الإطار نظمت الكثير من اللقاءات  والندوات لكتابه الأساسي، كما أنه كان موضوع مقالات ومتابعات إعلامية عديدة، جعلت الصعلوك يترك ندوبه في هذه الحياة التي غرست أنيابها فيه. يكن الجميع الكثير من  الفخر والاعتزاز  لأوتنيل كما جاء على لسان المفكر والكاتب المغربي منير الحجوجي في حوار لنا معه بخصوص عادل.

 
 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.