في زمن كورونا : هل تحسم الأحزاب بالرحامنة نتائج انتخابات يونيو إعلاميا ؟
فور تنمية
ثمة صورة رمادية عن واقع انتخابات يونيو القادم بالرحامنة ، تكشفها الأوضاع الداخلية للأحزاب التي لا تبعث على الارتياح، بعد تفاقم الخلافات الداخلية، التي وصلت حدّ الانسحابات الجماعية أحيانا ، والتهديد بالهجرة والانشقاق احيانا اخرى،وذلك بسبب الهيمنة وعدم فتح الأبواب أمام مناضليها للترقي في سلم المسؤوليات ومراكز صنع القرار الحزبي.
أحزاب شبه غائبة
على الرغم من اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لشهر يونيو فلا زالت الكثير من الأحزاب المحلية بإقليم الرحامنة تعيش حالة جمود وركود لأسباب تنظيمية احيانا ولغياب رؤية وبرامج واضحة أحيانا اخرى.
جريدة فور تنمية في دردشة مع بعض مناضلي الاحزاب بالاقليم أبدوا حنينهم لزمن العمل الحزبي الحقيقي حيت الأحزاب وشبيباتها ومنظماتها الموازية تلعب دورا كبيرا في تنشيط الساحة السياسية والثقافية, مما كان يخلق وعيا بأهمية تدبير الشأن المحلي وهو مابات شبه منعدم حاليا لأسباب متعددة بحسبهم.
شماعة كوفيد 19
ظروف كوفيد 19 التي قيدت تحركات وأنشطة التنظيمات الحزبية ميدانيا بالإقليم حالت دون التواصل مع مناضليها بشكل كبير, مما يجعل الأحزاب مضطرة للبحث عن صيغ تواصلية جديدة مع المواطنين لإقناعهم بالتصويت لصالحهم بعد أقل من 6 أشهر على موعد انتخابات ليس كمثيلاثها السابقة.
حتى هذه اللحظة ولمايقارب السنة لم يبدع أي حزب بالرحامنة صيغة للتواصل مع المواطنين على الرغم من توفر تقنيات جديدة للتواصل المباشر, واكتفى جلهم بتواصل داخلي أصبح موضة مستحدثة أكثر منه وسيلة لمناقشة البرامج وسبل تنزيلها وفق ماهو متاح من إمكانيات في ظل وباء كوفيد 19.
حروب وسائل التواصل الاجتماعي
في غياب الحضور الفعلي على الميدان للكثير من الاحزاب يبقى الفيسبوك حاليا أهم وسيلة للصراع بين التنظيمات السياسية بالرحامنة ,حيت القصف المتعدد صباح مساء بكل أسلحة الدمار المقروءة والمصورة توجه صوب الخصوم لكسر شوكتهم وتأليب الرأي العام ضذهم رغبة في كسب نقاط انتخابية في يونيو القادم.
هل تكسب الأحزاب المحلية معركة يونيو إعلاميا ؟
مما لاشك فيه أن سلطة الإعلام تظل جد مؤثرة في المشهد الانتخابي المغربي على اعتبار أنه كان ورقة حاسمة في تصدر حزب الأصالة والمعاصرة بالرحامنة نتائج الانتخابات السابقة الذي ركز خلال حملته الانتخابية على تغطية جولات قيادييه في الأحياء الشعبية، ونشر صورهم وهم يلتقون الناس، ويتناولون المأكولات الشعبية في الشارع العام,وهو ما افتقدته الكثير من الأحزاب التي ظلت محتشمة في تواصلها الإعلامي مع المواطنين.
الترحال الحزبي يقوي أحزاب ويضعف أحزاب بالرحامنة
مع كل انتخابات تظهر موجة من الترحالات السياسية من حزب لآخر بسبب التدافعات بين مناضلي الحزب الواحد من أجل تصدر لوائح الحزب أو رفض التزكية مما يستحيل معه التعايش فتصبح الهجرة نحو التنظيمات الأخرى أمرا لامحيد عنه وإن اختلفت الايديولوجيات والمرجعيات ب 180 درجة.
المشهد الحزبي بالرحامنة كان قد عرف مع تحركات في هذا المجال منذ عقد من الزمن, بعد هجرة جماعية لمناضلي الاحزاب المحلية نحو حزب الأصالة والمعاصرة بسبب تواجد فؤاد عالي الهمة انذاك بحزب التراكتور ,لكن مع تراجعه عن العمل الحزبي شرع عدد منهم في العودة لقواعدهم السابقة مما قلص من هيمنة حزب البام على المشهد السياسي بالرحامنة.
واليوم وفي ظل الحديث عن صراعات وتطاحنات داخلية داخل الاحزاب القوية يبدو ان الساحة السياسية بالرحامنة عائدة لامحالة للبلقنة .
مواطنون وشباب غير مهتمون بالإنتخابات
كشفت المؤشرات الصادرة عن وزارة الداخلية على وجود عزوف كبير خاصة في صفوف الشباب، إذ لا تتجاوز نسبة المسجلين في اللوائح الانتخابية 3 في المائة للشباب المتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، وترتفع النسبة شيئا ما في صفوف الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و34 سنة لتبلغ 19 في المائة.
احصائيات رسمية لاتبشر بخير وتعطي صورة غير مرغوبة عن المغرب دوليا , لكنها قد تكون مؤشر ايجابيا لصالح الاحزاب المحلية المهيكلة و القوية التي سيمنحها على المعطى فرصة لتأكيد حضورها وتحقيق مقاعد انتخابية مريحة.