احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
لفور تنمية : ذ ادريس المغلشي .
البوندسليكا تلك الكلمة الساحرة التي بمجرد ماتجري على اللسان حتى تقف على سر قوتها . من منا لايعرفها فهي كثيرة التداول في مجال الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم . قوة المصطلح الذي يعكس قوة حامله .فمجرد ماتنطق هذه الكلمة العجيبة حتى تجتاح مخيلتك الصغيرة كثير من مقومات دولة لها من القدرات والإمكانات مابوأها مكانة مهمة ومتقدمة بين سائر الدول . شعب لايكثر من التنظير الا فيما يفيد البلد ويقوي موقعه ويمكنه من التقدم . يحلو لبعض المعلقين الرياضيين وصفها وهم يستدلون على منحيين أساسين في سر قوة الفريق:
الإنضباط والقوة .
وهما عنصران مكناها من هذه الطريقة و فرض وجودها وهويتها بحيث فاقت شهرتها الأقطار وأصبحت المنتخبات الأخرى تحسب لها ألف حساب .لم تصمد أمامها موهبة وفنية امريكا الجنوبية وعلى راسها البرازيل ولا هوية وقوة أفريقيا وعلى رأسها المغرب .لكن ماسياق هذا العنوان الذي جاء من وحي احداث تقمصتها ادارة لعلها تحذو حذو هذه الماكينة الرياضية.هذه الطريقة تفرض على الجميع احترامها ومقاربتها فهي وصفة ليست مؤقتة تروم تمرير مرحلة معينة من أجل نهج سياسة “قضي بلي كاين” بل عقلية مترسخة في سلوك ووجدان الشعب كله وليس الرياضة لوحدها فحسب بل تعدتها لمجالات أخرى لاتقل أهمية . وقدتلاحظ وهذا أمر طبيعي أن تتوازى الإنجازات في شتى الميادين لتعكس هذا التطور الملفت لامجال للصدفة في التخطيط ولابهرجة لانجاز عادي عابر ولاحشد إعلامي مدفوع الثمن يكثر البهرجة لملأ الفراغ و ليغطي على كوارث من أجل تأجيل الصدمة . بالقدر الذي يسوق للنجاح لاتتأخر فرصة الإعتراف بالخطأ لأن العقلية الصانعة للوضعيتين معا تؤمن بشعار كلما كشفنا الخطأ بشكل مبكر وشخصنا ظروفه وعوامله كلما ربحنا أمرين هامين الأول الوقت وهو عامل كلفته لايمكن قياسها وغير مطروحة للنقاش أمر تأخيرها . والثاني شجاعة الإفصاح عنها وتحديد المسؤوليات وهو أمر يعزز من مقومات الثقة لدى المؤسسة . ليس كما يقع عندنا في إدارتنا المغربية فلا مجال للمقارنة مع وجود الفارق فبالأضداد تتميز الأشياء .فادارتنا الموقرة وهي تتسلح بكثير من القوانين لضبط عملها وإجراءات في مجملها لإثارة زوبعة مما يراد منه إغماض عين الحقيقة عن واقعها المتردي . المسؤول الذي يلعب على الواجهة والزواق والإعلام الغشاش والبروباغاندا من أجل الإلهاء وربح الوقت ليس بمسؤول وطني لأننا لو طبقنا نظرية تقييم كل مرحلة قبل تسلمها وما تلاها من نتائج ومؤشرات وترتيب الجزاءات وتفعيل المقتضى الدستوري المسؤولية المقرونة بالمحاسبة لما رأينا كل هذا الاقتتال الشرس وفي بعض الأحيان الهمجي واللاأخلاقي حول المسؤوليات .
فإذا كانت عقلية البوندسليكا التي تطمئن المواطن على ظروف عيشه بما يحفظ له الكرامة إلى حدود ضمان إمتاعه في رياضة شعبية تحظى بحب الجميع فلن نستغرب أن كل الحقوق الأخرى مكفولة .