احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
فور تنمية نهاد شباب
في إحدى حصص اللغة الفرنسية ، اعتبر الأستاذ محمد الراجي بأنه لابد لنا من الوعي بأهمية قراءة الكتب بإعتبارها مكونا للرقي الفكري الذي يتطور بتطور الإنسان، واسترسل في كلامه قائلا: ” حقا نحتاج إلى ثورة فكرية”. ولأننا لم نتمكن من التحدث عن هذا الموضوع بشكل دقيق ومفصل بسبب ضيق الوقت، ظل فكري منشغلا بهذا الأمر، باعتبار أنه بالفعل نحتاج وبشدة إلى مثل هذه الثورات في عصرنا الحاضر، لكن للأسف إن هذا لمشروع صعب تحقيقه، فإن إطلعنا عن إنشغالات اليوم، نجد أنها فارغة و تافهة تؤيد التفاهة والتافهين وتبتعد كل البعد عن منطق الفكر و الوعي، وإن هذه الانشغالات تحاول بواسطة الشرور التي تنقله لنا بطريقة أو بأخرى عبر وسائل عديدة لا سيما الإعلام أن تبعدنا عن مجال الإبداع وتمنعنا من بلوغ المستوى الرفيع للوعي، ذلك المستوى الذي من شأنه أن يحررنا من كل قيود التبجح والذل.
إن العلم والثقافة محددان أساسيان لتقدم كل بلد، باعتبار أن تقدم العلم في دولة ما يساهم في تقدمها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أي انه يتحكم بشكل كبير في سيرورتها، وهذا ما نفسر به بطء نمو البلدان العربية في جل مجالاتها إن لم نقل كل مجالاتها، فهي ما زالت لم تعطي إهتمامها الوفير للتربية و تعليم الأجيال، ولم تستوعب إلى يومنا هذا أن مستقبل كل بلد بيد أبناء هذا البلد، وخاصة المتعلمين منهم.
إن مشروع الثورة الفكرية رغم ضروريته يبقى تحقيقه مستبعدا وصعبا جدا، ذلك لأن بلداننا العربية بالاضافة إلى عدم اكتراثها بالتربية و التعليم، فهي أيضا تهمش المفكرين والعلماء، وتقوم بصد أفكارهم و تعتبرها غير مقبولة، ظنا منها أنهافي نهاية المطاف ستشكل هذه ا عائقا لتنفيذ سياستها التي تسعى إلى إخفاء الحقيقة، حقيقة الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الأفراد والجماعات، وما هذه إلا إهانة يتعرض لها الشعب بدون أن يشعر ، لأنها تقدم له بشكل غير مباشر، فهذه المهانة لا يمكن إلا أن تنتج لسبب وحيد وهو عدم الوعي بأهمية التطور الفكري التي يجب علينا إتخاذه كوسيلة لتخطي الجهل .
يجب أن نرتقي بمجتمعاتنا إلى الأفضل، لأن عصرنا هذا لن يلبث أن يصير عصرا جاهليا متخلفا، فلو كان العصر الجاهلي القديم جاهلا على المستوى الديني فقط، فوضعنا هذا يتميز بجهل على المستوى الفكري ولربما الديني أيضا لدى البعض، الذين لا يفهمون مقاصد الدين بشكل صحيح، و هذا موضوع اخر ، يجب أن نقف لمعالجته أيضا.