طبيب الفقراء ببنجرير المرحوم سعيد نقوس وحكاية رجل أحبه سكان الرحامنة
فور تنمية
“خير الناس أنفعهم للناس”.
احتل اسم الطبيب الراحل سعيد نقوس المعروف بـ”طبيب الفقراء “، وسائل التواصل الاجتماعي بإقليم الرحامنة منذ إعلان وفاته مساء يوم أول أمس السبت 07 نونبر .
الراحل الذي شكل موته لحظة حزن عميق في نفوس ساكنة بنجرير والرحامنة,مشهود له بانسانيته ومساعدته للمرضى الفقراء .
وعلق المدونون الفيسبوكيون من أبناء الإقليم على وفاة الفقيد بأنه كان خير الناس وانفعهم للناس .
وبكلمات مؤثرة، كتب شقيقه عبد العزيز ناقوس في نعيه:
“يكفيك فخرا أنك عشت نبيلا ومت نبيلا
لم يكذبوا حين سموك طبيب الفقراء. فكل ساكنة الرحامنة تشهد بذلك”…
وبعبارة مفجوعة، أضاف عبد العزيز:
“(عبد العزيز رد بالك راه الفيروس خطير)، هكذا كنت تقول لي بعد كل اتصال هاتفي منك.
لم تتوارى إلى الخلف. كنت في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الوباء الفتاك. لكن شاءت الأقدار أن تصاب أنت ولم يمهلك كثيرا…
ما زلت مصدوما لفقدانك أخي
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته”…
مسار طبيب فقراء الرحامنة
في مدينة فوسفاطية قريبة من بنجرير ولد الفقيد سعيد نقوس بأحد احياء اليوسفية وتابع دراسته الابتدائية بمدرسة المزينيدة ثم ثانوية كشكاط ليلتحق بعدها بثانوية ابن عباد بمراكش . ثم بكلية الطب بالرباط حيت سيتخرج منها ليشتغل بمدينته اليوسفية فآسفي قبل ان يلتحق بالعمل بوارزازات ثم مراكش ومن ثم سينتقل لمدينة بنجرير في ثمانينات القرن الماضي حيت سيفتتح عيادته الخاصة .
عيادة بسيطة تفوح منها الإنسانية
لم يكن الطبيب المرحوم سعيد نقوس مهتما كثيرا بجمالية عيادته كباقي أطباء القطاع الخاص الذين يزينونها ويختارون لها أجمل الديكورات و أفضل المواقع وسط المدينة لربما لقناعته الخاصة أن جمالها في الروح الإنسانية التي يستشعرها المرضى حين يلجون إليها من أجل الفحص الطبي .
مطالب بسيطة
في تدوينات لفيسبوكيين من منطقة الرحامنة طالب عدد منهم بإطلاق إسم الفقيد على احدى المستوصفات ببنجرير كعربون تقدير وتكريم لما أسداه هذا الطبيب الراحل من خدمات للمرضى , فيما طالب آخرون بإنجاز جدارية كبيرة وسط المدنة للفقيد كنوع من الإحتفاء بهذا الرجل الذي وصفوه بالعظيم والإنساني في زمن كثر فيه الجشع داخل العيادات الخاصة.
قالوا عنه بعد وفاته
عادل رشيد فاعل جمعوي وصهر الفقيد
فقد الناس الطبيب الطيب…طبيب الفقراء..
وفقدت صهري وأبي الثاني …
فقدت صديقي الوحيد الذي أجالسه بالساعات ولا اسمع منه إلا الحكمة والكلام الطيب…
المصاب جلل…
وداعا أيها العظيم سعيد نقوس…
اللهم أسكنه فسيح جناتك وألهمنا الصبر والسلوان
مبارك ناشط فيسبوكي
تغمده الله برحمته الواسعه تميز بعزة النفس والقناعه المفرطه رهف قلبه ولان لاهل الرحامنه يوم قست قلوب الاخرين واسيت ورحمت ضعفاء البلد وامسيت ابا لكل مريض معوز في صمت مطبق وفي انفة واباء والان تصب عليك شآبيب الرحمات والدعوات انا لله وانا اليه راجعون
عبد الصادق برامي فاعل سياسي ونقابي
شرفت مهنة الطب ،وكنت خير سند لساكنة الرحامنة في لحظات عجزهم ويأسهم وبؤسهم وفقرهم وحاجتهم . ما أكثر من أساؤوا لهذه المهنة النبيلة وتاجروا بصحة الناس . نم قرير العين ؛ رغم أن المدينة قد افتقدتك بشدة وحزنت على فراقك .
ما أجمل أن يغمرك الجميع بهذا الحب دكتور ناقوس . رحمك الله وأكرم مثواك .
عمر الايبوركي : استاذ جامعي
كان انسانيا وطبيبا استثنائيا لا يرجو الا خدمة الضعفاء من الناس،وكان متواضعا في حياته،خلوقا طيبا رحمه الله وخلد ذكره في عمله الصالح،رحمه الله والهم ذويه ومرضاه من الفقراء الصبر،ولا حول ولا قوة الا بالله…
محمد الحنفي : فاعل حقوقي وسياسي
المرحوم الدكتور سعيد ناقوس كان إنسانا قبل أن يكونن طبيبا وإذا اجتمع الطبيب والإنسان في نفس الشخص غلب الإنسان لينجح الطبيب في عمله.
والإنسانية عندما تتحرك في الطبيب تجعله يبدع في عمله.
والأجمل في الدكتور المرحوم سعيد نقوس أنه كان لايقدم وصفة الدواء إلا للمرض الذي يتعرف عليه، وإلا لجأ إلى تعميق البحث، حتى يتعرف على نوعية المرض قبل أن يقدم وصفة الدواء.
إن الدكتور المرحوم سعيد ناقوس كان شعبيا قبل أن يكون طبيبا، والذين استغلوا كونه شعبيا ليرتبطوا به لا صديق قولا وعملا، بل لأنه طبيب حتى لايؤدوا واجب الطبيب عندما يلجأون إليه من أجل الفحص.
والدليل على إنسانية الدكتور المرحوم سعيد ناقوس أنه كان لا يتأخر عن دعم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ودون مناقشة ويدعم كل ممارسة حقوقية مهما كانت.
عبد الكريم التابي فاعل سياسي
قليلون هم من يمتلكون خصلة القناعة في زمن الجشع, وقليلة هذه اللحظات التي يحظى بها مفارق دنيانا الفانية بإجماع الناس حول شخصه.
كثيرة هذه التدوينات التي تقاطرت على الفيسبوك منذ إعلان وفاة هذا الدكتور تشهد له بخصاله الانسانية وعطفه على الفقراء والمهمشين من المرضى في زمن أصبح فيه الطب بالقطاع الخاص مليئا بالجشع.
صلاح خليل : ناشط فيسبوكي
قابلته رفقة والدي رحمة الله عليهم جميعا وهو الذي اكتشف أمر إصابة الوالد بمرض السكري فتعجب قائلا لم أكن أتوقع أنك مصاب بهذا المرض الخطيرنظرا لكونك تتمتع ببنية قوية زاذ قائلا اطمن آ لمعلم ابريك سأصف لك وصفة سوف تقلل لك هذا المرض بشرط أن تتبع الخطوات التالية كي تتمكن من الحد من خطورته وهي:
الابتعاد عن أكل اللحوم بكثرة
الابتعاد عن شرب الشاي بحلاوة زاءدة
الابتعاد عن المواد الدسمة٠
الابتعاد عن شرب السوائل الغازية
وبذلك ستبقي إنسان حامل لهذا المرض عادي
إلا أن الوالد رحمه الله وفي غياب الوالدة التي توفيت قبله لم يحترم هذه الارشادات تفاقمت حالته جدا بعد وصلت درجة السكري في جسمه إلى ما لايطاق فكانت الطامة الكبرى فتوفي جراء هذه اللامبالاة كما كان لموت أمي الأثر الكبير عليه وحين علم المرحوم ناقوس بموته زارنا في البيت وقدم لنا تعازيه قبل الغير وهنا أدركت نبل هذا الطبيب وحسه الإنساني الذي يكتنفه التواضع والاخلاق الحميدة، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ولأسرته الكبيرة والصغيرة الصبر والسلوان وان لله وانا لله واليه راجعون ٠