احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
لفور تنمية : ذ ادريس المغلشي.
تبقى الكلمات مجرد أمنيات ويبتعد الحلم عن الهدف ،وتغادرنا إلى أبراجها العاجية تأبى التواضع لتنصفنا في لحظة إعتراف ،نتمنى أن تتحول لواقع منزل وحقيقة أمام أعيننا حتى نطمئن أننا بالفعل نعيش أجواء العيد. الفرحة التي غادرتنا دون أن ننعم بدفئها. ننتظر عودتها بفارغ الصبر فمتى تعود ؟
لننتظر حتما ستعود بفضل نضالات شرفاء هذا القطاع ، لن نستسلم لليأس ولن نساير أدعياء التضليل والوهم. نطمح دائما لفتح نوافذ الأمل في قطاع أساسي لنهضة بلد ورهاناته عليه كبيرة لدوره الإستراتيجي.
جرت العادة أن يحتفل نساءورجال التعليم في بلاد المعمور بعيدهم الأممي كل خامس أكتوبر من كل سنة وهي مناسبة للقيام بجرد لحصيلة عام من المطالب والآمال والأمنيات. والتي نجد أنفسنا بالضرورة مجبرين للقيام بها حتى نقف على خط التماس بين الوضع المادي والمعنوي للشغيلة التعليمية وماقامت به الوزارة الوصية. هذا العام يختلف عن سابقيه فعوض بلاغ مكتوب لوحده صدر شريط مصور يحمل كلمة الوزير بالمناسبة التي لم تحمل جديدا غير مفردات الشكر والتنويه التي لاتصمد أمام تعنته في فتح باب الحوار مع النقابات وإنصاف كل الفئات المتضررة من ضحايا فئة ملحقي الإقتصاد والإدارة والتربويين وضحايا النظامين الأساسين وحملة الشواهد العليا وفئة الأطر المشتركة والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وغيرها من الفئات المهضومة الحقوق في عهدكم. كيف نثق في كلامك المعسول أيها الوزير وأنت تحكم إغلاق باب التفاوض وعن أية عيد وتهنئة تتحدث ونحن نعتزم في هذا العيد وهذه الفرحة أن نحتج وبكل قوة ؟وستنفذ كل الفئات المتضررة محطاتها النضالية. لم تأت في كلمتكم إشارة حولها لأنكم دائما تحملون في خطابكم مكابرة وتجاهل وتعنت قل نظيره. نبادلكم التهنئة بالإحتجاج تكذيبا لادعاءاتكم المجانبة للصواب .
لم تشر السيد الوزير في كلمتكم أية إشارة للذين سقطوا في ميدان المعركة من جراء جائحة كورونا وكأنهم لاينتمون لهذا القطاع .التعزية لجنود الرسالة النبيلة صولجان وإكليل يوضع على رؤوسنا مهما تغافلت عنه . لكن مع كامل الأسف في كل المواعيد تأتي خطواتكم متخلفة عن الهدف النبيل ، وعليه في أوج فرحة العيد نقدم أحر التعازي لكل من وافته المنية وهو يؤدي دوره كاملا.
لكن دعونا نقدم لبعضنا البعض التهاني الخالية من مفردات المجاملة والبعيدة عن التعالي. تهاني صادقة ونابعة من أعماق القلب لأننا نعرف جيدا مدى الجهد والمكابدة التي يلاقيها نساء ورجال التعليم ،لقد استطاعت هذه الجائحة أن تفند أطروحة من يدعون أن مهنة التعليم سهلة ومريحة ويستطيع كل واحد ممارستها دون عناء ،لقد وقفنا حقيقة على معاناة الأمهات والآباء في ضبط طفلين أوثلاثة فمابالك بعدد يفوق 40 أو 50 في مساحة ضيقة وتتغيى توفير جو تربوي ينسجم فيه السلوك مع التحصيل. لانشك أن هذه المهمة الصعبة لايمكن أن يقوم بها سوى نساء ورجال التعليم.
لايمكن أن نغفل في هذه المناسبة كل من غادرونا على منصة القسم وهم يلقون دروسهم في آخر نبض وفاء لمهنة المتاعب وهذا مؤشر آخر لايمكن إغفاله حيث سجلت الآونة الأخيرة عدد لايستهان به من الوفيات المفاجئة تحت الضغط ومشاكل المهنة وهي نتائج تحيلنا على معطى أساسي أننا بصدد أخطار مهنة التدريس مستجدة التي أصبحت تحصد عددا لايستهان به من حاملي مشعل العلم. بين مرضى السكري والضغط والكوليسترول والسرطان وهي أمراض بدأت تتفشى في صفوف قطاع التعليم وتحتاج منا لدراسة وإحصاء ومقاربة إستباقية للحد من الظاهرة حتى لاتقع الكارثة لاقدر الله. وهذا ماتفسره الأعداد الكبيرة التي تهاجر وتغادر بشكل نهائي وذلك من خلال الإستفادة من التقاعد النسبي. دون أن ننسى الإجراء الكارثي والمكلف والذي حمل تراجعا خطيرا أجهز على كل المكتسبات من خلال الزيادة في نسبة الإقتطاع والسن للإحالة على التقاعد من أجل تسديد ومعالجة خروقات وإختلالات دون محاسبة المتسببين فيها والكارثة تقع دائما على عاتقنا لوحدنا لنتحمل مسؤولية معالجتهافي تجني كبير حملته سياسة المنهزمين حراس الكراسي الذين باعوا لنا ذات يوم الوهم .
نريد أن نفرح في عيد المدرس 5أكتوبر لكن من خلال إجراءات محفزة و نظام أساسي عادل ومحفز ودامج لكل الفئات. يعيد الإعتبار للقطاع. فرهاننا على النضال والساحة.
رسالة تهنئة شفوية جافة غير معبرة لن تشف الغليل ولن تف بالغرض . نحن ننتظر التفاتة وفية لنضالات الشغيلة. تستجيب للمطالب والإنتظارات وتعزز الثقة بين الجميع. فمتى تتحقق ؟ لننتظر وإن غدا لناظره لقريب.