المبدعون في زمن كورونا : فور تنمية في حوار مع الشاعرة ليلى التجري بمناسبة صدور ديوانها الشعري الجديد.
فور تنمية.
اعتادت العرب كلما ظهر في أحدى القبائل شاعر جديد أن يقيموا الحفلات والأعراس احتفاء بهذا البزوغ الإبداعي الجديد، ونحن من جانبنا في موقع ” فور تنمية” قررنا أن نشارك الشاعرة ليلى التجري فرحتها بإصدارها الشعري الجديد الذي يعد باكورة أعمالها، والذي عنونته ب” شظايا ذاكرة”، فكان لنا معها الحوار التالي:
-إذا طلبنا منك أستاذة أن تعرفينا بنفسك، ماذا تقولين؟
الأستاذة والشاعرة ‘ليلى التجري’ من مواليد مدينة الدار البيضاء، حاصلة على شهادة الإجازة في الدراسات العربية بكلية الآداب والعلوم الانسانية /بنمسيك وعلى شهادة تكوين بالمركز التربوي الجهوي بالدار البيضاء اشتغلت بسلك التدريس لمادة اللغة العربية بالقطاع الخاص ثم القطاع العام حاليا..لي مقالات تحليلية ونقدية بجرائد الكترونية من بينها :ماروك بريس-الرأي بريس-تنمية العالم بين يديك فور التنمية-مجلة M 24…إصدار للديوان الشعري ‘شظايا ذاكرة’.
-ماذا يعني لك إصدار ديوان شعري في عام كورونا؟
– يعد إصدار ديواني الشعري ‘شظايا ذاكرة’ الذي هو عن منشورات غاليري الأدب الطبعة الأولى 2020 ، تقديم للكاتب المغربي ‘ مصطفى لغتيري’..بمثابة بوثقة للتحرر الذاتي من كل القيود..وحين تتفصح الديوان لاشك ستجد نفسك منغمسا في إحدى القصائد وكأنها تخاطب كينونتك الوجدانية في علاقة ثلاثية الأبعاد بين الذات والحياة والوجود ككيان منفتح على العالم الآخر ..عالم اللاوعي ملىء بالأحلام والطموحات ،متحرر من الفوضى الداخلية لإعادة ترميم ما تبقى من شظايا ذواتنا.
وما إصداري لديواني في زمن كورونا إلا محاولة مني لإحياء نفوس أنهكها التعب وأحزنها تفشي الوباء..فإصداره خلال هاته الظرفية دليل على أن طعم المرارة يتبعه الحلاوة..وأن الابداع لا حدود له لا في الزمان ولا المكان ولا الظرفية..فما نعيشه ينبغي ان نتعايش معه ونغرس في نفوسنا طاقة الأمل بدل الألم والتحدي والصمود بدل الهزيمة واليأس..
-هل مازال للشعر مبرر للوجود؟
الشعر مازال له صيت ووجود على مر العصور رغم تعاقبها واختلافها، والشعر العربي لخير دليل على ذلك إذ تميز بالقوة اللغوية والشاعرية النابعة من وجدان الذات المبدعة، أضف إلى ذلك ما يمتاز به من محسنات بديعية واستعارات لغوية رائعة راقية على مستوى لغات العالم.
فالشعر من منظور ‘هيدغر’ يسعى إلى تنمية إنسان هذا العصر بغض النظر عن انتماءاته الثقافية والعرقية والاجتماعية وبالتالي التساؤل عن ماهية الانسان والتاريخ واللغة ..
بينما الشاعر لم يكن هادئا على الدوام، بل مصدر بحث عن جماليات وخبايا اللغة الشعرية وما تحمله من تأويلات دلالية عميقة..على حد تعبير ‘أدونيس’.
–كيف كان استقبالكم لكتابكم الجديد؟
سعدت جدا وأنا أستقبل ديواني الشعري ‘شظايا ذاكرة’ كفرحة الأم بمولودها الجديد،مما زادتي حبور الدعم النفسي المقدم من طرف أصدقائي وصديقاتي…للمضي قدما نحو الأمام دون الاكتراث مما يعانيه الكاتب المبدع من صعوبات وإكراهات ينبغي إعادة النظر والاهتمام بمختلف المبدعين والمبدعات وتشجيعهم أكثر …
– ‘شظايا ذاكرة’ متى تصبح الذاكرة متشظية .هل بفعل الواقع أم حساسية الذات؟
حينما يمتزج المجرد والمحسوس والوعي واللاوعي..تنصهر ذواتنا المتشظية في ذاكرة أنهكها الزمان، فتحاول أن تخيل عالمت لاماديا بعيدا عن الواقعية وقريب من الذات الانسانية في أبهى حلتها.
-لماذا الشعر وليس القصة أو الرواية؟
الشعر من منظوري الشخصي تعبير عن خلجات النفس بأسلوب إبداعي راق ولغة فنية إيحائية، بغرض إمتاع المتلقي لتذوق جماليات اللغة الشعرية الموظفة فهو إن صح القول أسلوب للتعبير عن هواجس النفس وما تختزنه من تجارب بأسلوب لغوي إبداعي..
فالجمع بين أكثر من لون أدبي قديم قدم التاريخ وليس بظاهرة جديدة في عصرنا الراهن .
فمن الأدباء من جمعوا في كتاباتهم بين الشعر والرواية والقصة ،على سبيل الذكر نجد ‘طه حسين’ ‘فكتور هيكو’ و’العقاد’…وفي عصرنا الحالي نجد الكاتب ‘محمد الأشعري” و ‘مصطفى لغتيري’وغيرهما منةالذين أبدعوا في أكثر من جنس أدبي.
وبالتالي فالإبداع في جنس من الأجناس الأدبية شعرا كان أم رواية أم قصة مرتبط بميولات الذات وما تختزنه من طاقات إبداعية محظة.
-ما مشروعك الإبداعي القادم؟
دائما الشعر سيبقى حاضرا في مخيلتي ووجداني..
بعد إصدار ديواني الشعري الأول ‘شظايا ذاكرة ‘ مرتقب عمل إبداعي جديد في الشعر أيضا.
كذلك هناك مشروع لرواية ..يصب في صميم الظرفية جائحة -كوفيد 19-..