احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
بقلم الأستاذ : محمد الحنفي
الأمل عظيم، وأعظم منه أن يتحقق.
أن تمارس ما هو جاد وحدك، مهم؛ ولكن الأهم منه، أن تجد من يمارس مثلك، أو أحسن منك.
والأكثر جمالان عندما يتجمع المبدعون، فيما يشبه الجهة، في مناسبة ثقافية، تجمع بين البساطة، والريادة، تختص بالاحتفاء بالزجالين المغاربة، في شخص الزجال المغربي، المناضل التقدمي، إدريس بلعطار، الذي أتحفنا بقصائده الزجلية الملتزمة، بمعية نغمات العود والكمان، في انسجام متكامل، من أداء الأستاذ العظيم: الروحي بوجمعة، الذي يعزف على العود، ورفيقه العازف على الكمان.
وإذا كان منتدى فور تنمية، وموقع فور تنمية، يهتمان بما هو جاد، وملتزم، على مستوى الفن، وعلى مستوى الزجل، بمبادرة من المنتدى، ومن موقع فور تنمية، فإننا نعتبر: أن هذا الاهتمام، يعتبر، في حد ذاته، مجرد بداية التحول: في الفكر، وفي الممارسة، وفي الانتقال إلى المستقبل، الذي نرجو أن يكون في مستوى الآمال العريقة، والعظيمة، في نفس الوقت، للجماهير الشعبية الكادحة، الساعية إلى أن يصير الواقع، بتلاوينه المختلفة في خدمتها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، بعد انبثاق وعي متقدم، ومتطور، وهادف، يسعى إلى بث قيم نبيلة في المجتمع، وفي كينونته، وتحوله، وفي سعيه إلى الارتقاء بالفكر، وبالممارسة، بالنظر، وبالعمل، بالإنسان، وبالمجال الذي يتحرك فيه.
ولا يسعني، شخصيا، إلا أن أعتز بالعمل الجاد، وبكوكبة المكرمين، من الزجالين الأوفياء، الذين يعكسون، في زجلهم، معاناة الشعب، ومعاناة الكادحين منه، بالخصوص، ولكن بطريقة متقدمة، ومتطورة، وهادفة، وساعية إلى تحريك الماء الآسن، في أعماق النفوس، حتى يتطهر من كافة الأردان، التي علقت به، لتجعل النفوس تحن، وتسعى، في نفس الوقت، إلى المجد الآتي، وإلى العلم الآتي، وإلى المعرفة اللا محدودة، الآتية من أجل تجاوز الترديد القاتل، بين دهاليز الماضي، وعلى يد خفافيش الظلام.
إن انبثاق الوعي المتقدم، والمتجدد، والمتطور، لا بد، وأن يفصح عن الرؤيا المستقبلية، التي تضع حدا لعبادة الماضي، تحت يافطة إحياء التراث، الذي لم ينتج لنا إلا الإقامة الأبدية، في مجال الظلام، الذي يجب الرؤية العينية، والرؤيا النظرية، في نفس الوقت.
والوعي المتقدم، والمتجدد، والمتطور، المنبثق عن الاهتمام بكافة ألوان الثقافة الجادة، والمسؤولة، والهادفة، لا بد، وأن يقف وراء وجود إنسان متقدم، ومتجدد، ومتطور، ونابذ لكل أشكال التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن هذا النبذ، في حد ذاته، هو خطوة في الاتجاه الصحيح. والاتجاه الصحيح في الحياة، لا يدركه على مستوى أعماق الوجدان، إلا الفنانون، والشعراء، والزجالون، وكتاب المسرح، والرواية، والقصة، وغير ذلك من الإبداعات الفنية، والأدبية، وغيرها، مما له علاقة بالعقل، والوجدان، في نفس الوقت.
وإذا كان منتدى فور تنمية، وموقع فور تنمية، يجدان في الثقافة الجادة، وفي الوسائل التثقيفية الجادة ضالته، من أجل الاشتغال عليها، كما تدل على ذلك الوجوه المكرمة، في أمسية 10 / 01 / 2020، وكما يؤكد ذلك، أيضا، احتفاء منتدى فور تنمية، وموقع فور تنمية، بالزجال المغربي التقدمي: إدريس بلعطار، فإن الأمل معقود، على أن تنهج نفس النهج: الجمعيات المعترف بها، على مستوى الجماعة الترابية: المجلس الحضري بابن جرير، في أفق إعداد المجال، للقيم الثقافية النبيلة، التي أصبحنا نفتقدها، سعيا إلى إحداث تقدم، وتجدد، وتطور في واقعنا، ينسجم مع طموحات الشعب المغربي، في التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كمجسد للتحول، والتقدم، والتجدد، والتطور، الذي ينشده الشعب المغربي، الذي ينبذ التخلف، والتراجع بالواقع إلى الوراء، الذي لم يعد مقبولا، في ظل هذا لتفاعل الذي يعرفه العالم، على جميع المستويات.
وأنا، شخصيا، أرغب في تحول جمعيات الجماعة التربية الحضرية، لمدينة ابن جرير، في اتجاه احتضان الثقافة الجادة، بمبدعيها الذين يحجون إلى مدينة ابن جرير، من كل مكان، لجعل سكان هذه المدينة، متفاعلين، مع قيم الثقافة الجادة.
ويبقى السؤال:
كيف نجعل من الجمعيات الثقافية، والتربوية، وسيلة لإنتاج قيم الثقافة الجادة، ومشعلا يضيء الطريق، في أفق نشر تلك القيم بين مختلف الفئات، ومختلف الطبقات الاجتماعية؟
وكيف تتحول الجمعيات الثقافية، والتربوية، إلى وسيلة لتحويل الاهتمام باللا ثقافة جادة، إلى الاهتمام بالثقافة الجادة، وبكل الوسائل التثقيفية الجادة، لجعل المجتمع، يغادر فضاءات التخلف، ليلتحق بفضاءات التقدم، والتطور، ويصير مساهما، مساهمة فعالة، في تحفيز الشباب، من أجل استهلاك الوسائل التثقيفية الجادة، والتفاعل مع قيمها، ونبذ القيم الثقافية المائعة، التي لا تنتج إلا التخلف.
فهنيئا لمنتدى فور تنمية، ولموقع فور تنمية، على ما قدماه لهذه المدينة، يومي: 09 / 01 / 2020، و 10 / 01 / 2020؛ لأن ما قدماه، سيبقى علامة على الرغبة في الرفع من شأن هذه المدينة، ومن شأن سكانها، وسيصير محفزا لباقي الجمعيات الثقافية، أو التربوية، من أجل أن تنهج نفس النهج، حتى تحفز جميع المتفاعلين مع العمل الجمعوي، على الاستمرار في التفاعل، أو إحيائه، أملا في أن نجعل هذا الوطن، خاليا من عوامل إنتاج الثقافة غير الجادة، وإنتاج الثقافة الجادة، على نهج جمعية الإقلاع الثقافي، التي توقفت عن العطاء، وعلى نهج منتدى فور تنمية، وموقع فور تنمية، اللذين نشجعهما، ونضع أنفسنا رهن إشارتهما، واللذين نتمنى لهما الدوام والاستمرار، من أجل المزيد من العطاء.
فهنيئا لرئيس منتدى فور تنمية: الأستاذ خالد سلامة، ولكل الذين عملوا كفريق متناغم، مع اللحظة، وكمجموعة، منتجة للنشاط، والمشرفة عليه: أستاذات، وأساتذة، مما يقف وراء إنتاج الأمل في المستقبل.