الأميرة لالة عائشة البربوشية الرحمانية التي لقبها الأوربيون ب«امبراطورة المغرب».

الكثير من المغاربة يعرفون فقط شخصية سحابة الرحمانية البربوشية زوجة السلطان السعدي أحمد الشيخ المهدي وام الملوك الثلاثة التي فاوضت العثمانين  وأكدت على قوة شخصيتها السياسية والديبلوماسية  لكن القليلين من يعرفون لالة عائشة بنت مبارك الرحماني البربوشي الشهيرة بالسلطانة زيدانة (توفيت مايو 1715م) زوج السلطان المغربي المولى إسماعيل بن الشريف وأم الأمراء مولاي زيدان والمولى الحميد والمولى محمد المتوكل والسلطان علي زين العابدين، التي حظيت عند زوجها بنفوذ كبير في تدبير الشأن السياسي، وأدركت عنده حظوة ومكانة حتى سميت بمولات الدار، وقال فيها زوجها السلطان انها “كانت أعقل من أغلب الرجال”، ولقبها الأوروبيون ب«امبراطورة المغرب».

أصلها من قبيلة البرابيش من الرحامنة، كانت عائشة إحدى جواري مولاي الرشيد، شقيق زوجها المستقبلي مولاي إسماعيل. اشتراها السلطان وتزوجها وصارت الأكثر حظوة ضمن أربع زوجات، وحينما أنجبت ابنها الأول زيدان، باتت تلقب بالسلطانة زيدانة. عرفت كيف تلفت انتباه السلطان بقدرتها على فهم واستيعاب الطموحات الهائلة للسلطان، والتكيف مع منهجه وحكمه ، فكان لها دور في تحقيق مجموعة من أهدافه.

كان من بين وظائفها أن تؤمن حياة السلطان، حيث كانت أول من يتذوق وجبات مولاي إسماعيل، التي كانت تحضر في شققها الخاصة، وهكذا حكمت بدون منازع حريم السلطان. وحسب الروايات الأوروبية كان لدى السلطان خمسمائة امرأة، محروسات من طرف مائة عبد من المخصيين، ولم يكن يؤذن لهن بالتنزه في العاصمة مكناس إلا مرة واحدة في السنة، أي بمناسبة عيد المولد، ولا يغادرن شققهن إلا بإذن من السلطان، وحدها زيدانة كان لها الحق في الدخول والخروج في مدينة مكناس، وكانت دائما تتجول مصحوبة بجارية تحمل سيفا لتظهر قوتها، وكانت تتوسط لكل من أراد الحصول على شيء من السلطان.

ويكيبيديا