أسرة تناشد المسئولين لمعاقبة من تسببوا في وفاة مولودهم بصخور الرحامنة، و هذه هي التفاصيل.+ فيديو
لفور تنمية: عثمان احريكن
لم يخطر على بال حسن القاديري الساكن بدوار أولاد سليمان ضواحي مركز صخور الرحامنة، أنه سيقف لتلقي عبارات العزاء و المواساة عوض التهاني و المباركة لإزديان فراشه بمولود ذكر لطالما إنتظرته أسرته الصغيرة. مولود كتب له أن يعيش ليوم و نصف بهذه الدنيا، قضاها في قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش.
و تعود وقائع هذه الفاجعة إلى يوم الأربعاء الماضي حيث توجهت المسماة خديجة سرستو، زوجة السيد حسن القادري، مرفوقة بأخيها صوب المركز الصحي الجماعي بصخور الرحامنة متم الساعة التاسعة و النصف صباحا، بعدما إشتد عليها وجع الولادة، حسب تصريحاتهم، ليجدوا في إستقبالهم حارس أمن المركز المدعو عبد اللطيف الحسوني الذي أدخل الحامل على وجه السرعة و الإستعجال لتلقي الفحوصات الضرورية من طرف المولدة المداومة، هاته الأخيرة التي قررت بوجوب نقل الحالة صوب المستشفى الإقليمي بدعوى أنها تستدعي تدخلا جراحيا و أن موعد الوضع لم يحن بعد. الأمر الذي إستغرب له أخ الحامل بإعتبار أن هذه ليست الولادة الأولى لها،إذ سبق و أن أنجبت أربع مرات و بشكل عادي و بنفس المركز، غير أن المولدة أكدت على ضرورة نقل الحالة صوب المستشفى الإقليمي و أصدرت أمرا لسائق الإسعاف بذلك. فما كان أمامهم غير الإمتثال لأمرها خصوصا بعدما صرحت لهم بأنها تتحمل مسئولية قرارها “حسب تصريحهم”.
و في طريقهم صوب المستشفى الإقليمي، و بالضبط بالقرب من دوار البكارة الشعاب، إشتد وجع الحامل فوضعت طفلها في ظروف جد عادية و في غياب للشروط الصحية و لمرافقة مؤهلة و متخصصة، ليختنق المولود بفعل إستنشاقه لسائل قبل وصوله للمستشفى، حيث قررت الطبيبة المختصة نقل المولود على وجه السرعة صوب المستشفى الجامعي محمد السادس لتلقي العلاجات الضرورية، ليمكث ليوم و نصف تحت العناية المركزة إلى أن قضى الله بتسليم روحه البريئة.
و في معرض تصريحه، أكد لنا خال المرحوم ” ضحية الإهمال على حد تعبيره” بأنه قد طلب من المولدة مرافقة الحامل لأن علامات الوضع كانت واضحة عليها مما يجل إحتمال ولادتها في الطريق وارد بنسب مرتفعة، غير أن هذه الأخيرة رفضت بدعوى وجود حالة ولادة أخرى بالمركز -الأمر الذي نفاه حارس الأمن-. و هو ما جعل أسرة الفقيد توجه شكاية مباشرة للسيد وكيل جلالة الملك بالمحكمة الإبتدائية بإبن جرير، متهمة فيها المولدة بالتقصير في أداء مهمتها و التسبب في وفاة المولود و تعريض أمه للخطر. كما صرح بذلك زوجها الذي ناشد كل المسئولين قصد التدخل لإنصافه و متابعة كل من ثبتت مسؤوليته في وفاة مولودهم.
هي حالة من بين حالات كثر سمعنا عن وقوعها بهذا المركز، غير أن المستجد في هذه الحالة هو أن ضحاياها رفضوا الإرتكان للصمت و كسروا قيود عادات ” المسامحة، و ها العار ، و هذا ما كتاب علينا..” و فضلوا الجهر بأعلى صوتهم مطالبين بمعاقبة من تسببوا لهم في هذه الفاجعة.
هي حالة من بين الحالات التي تؤكد اللامبالات و الإستهتار بصحة المواطنين و المواطنات بهذا المركز الذي لطالما ناشدنا المسئولين المحليين و الإقليميين بل حتى الوطنيين قصد التدخل لفك شفرته التي يبدوا أنها بالغة التعقيد. فبالأمس القريب فقط كان هذا المركز ساحة للتدافع بين المركزيات النقابية في فصل رث من فصول مسرحية بائسة ظاهرها الدفاع على المصلحة العامة و حق المواطن في الولوج للخدمات الصحية ،و باطنها حرب المصالح الخاصة و التموقعات و تصفية الحسابات السياسية.
إن ما يقع بالمركز الصحي بصخور الرحامنة من تجاوزات خطيرة ليجعلنا نسائل كل المسئولين ،المباشرين على القطاع منهم و المنتخبين و السلطة المحلية و الإقليمية. نسائلكم أيها السادة عن مٱل الإتفاق الأخير الذي أبرمتموه عقب “التدافع النقابي” الذي شهده قطاع الصحة بصخور الرحامنة، و الذي خططتم فيه مجموعة من التدابير و الإجراءات التي قلتم” و أنتم العالمين بخبايا مركزكم” بأنها الكفيلة بحل كل المشاكل التي تحول دون تفعيل هذا المرفق و تجويد خدماته.
نسائلكم أيها السادة عن سبب صمتكم و مباركتكم لحالة التسيب التي بات يتخبط فيها هذا المرفق الحيوي. أ ما ٱن الأوان للضرب بيد من حديد على كل من ثبتت مسئوليته في فرملة عجلات قطاع الصحة بصخور الرحامنة؟
و للإشارة فمن باب الموضوعية و إلتزام الحياد، فقد ربطنا الإتصال المباشر بالمولدة المعنية قصد الحصول على إفادتها، غير أنها إمتنعت بدعوى عدم توفرها على تصريح من مسئوليها المباشرين يسمح لها بتقديم تصريحات. و قمنا بربط الإتصال بالسيد مدير المديرية الإقليمية للصحة حيث أكد لنا سيادته بأن إدارته قد باشرت في التحقيق في هذه القضية تحت إشراف الجهات المختصة ، و بأنه يتحفظ عن الخروج بأي موقف إلى حين الإطلاع على مخرجات التحقيق.