فور تنمية
للّيوم الثالث على التوالي، يواصل مهرجان الطلبة والرمى والخيالة بصخور الرحامنة رسم لوحات الإبداع والأصالة، في تظاهرة ثقافية تنظمها جمعية الرحامنة للموروث الثقافي والبيئي تحت إشراف عمالة الإقليم، وبدعم من شركاء مؤسساتيين على رأسهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة مراكش آسفي، والمجلس الإقليمي، وجماعة صخور الرحامنة.
منذ ساعات العصر ، تحوّل فضاء “المحرك” إلى مسرح مفتوح لعروض الفروسية التقليدية، حيث تدفق آلاف المتفرجين من القرى المجاورة والمدن القريبة، ليتابعوا عن كثب لوحات التبوريدة التي رسمها فرسان مغاربة بمهارة عالية، مجسدين روح الموروث المغربي العريق. مشهد البارود المتطاير وصهيل الخيل خطف الأنظار،
ورغم التحديات التنظيمية التي فرضها الإقبال الكبير، نجح المنظمون في توفير أجواء سلسة، بفضل تضافر جهود السلطات المحلية وروح الانضباط لدى الجمهور، ما جعل اليوم الثالث يوصف بأنه “الأجمل حتى الآن”.
ومع غروب الشمس، انتقل الفرح إلى مدينة ابن جرير، حيث تحولت ساحة البحيرة إلى مسرح ضخم احتضن سهرة فنية مبهرة ألهبت الحماس. البداية كانت مع الفنان الشاب وليد الرحماني الذي قدم باقة من أغانيه العصرية بروح شبابية نابضة، قبل أن تعتلي النجمة سعيدة شرف المنصة لتشعل الأجواء بأشهر إيقاعاتها، وسط تفاعل كبير من الحضور. المشهد ازداد حرارة مع دخول الشاب البنج الذي قدم عرضاً قوياً لاقى تجاوباً واسعاً من الشباب.
ولم تغب الفكاهة عن الموعد، حيث أطلّ الفنان عبد الخالق فهيد ليزرع البسمة في وجوه الآلاف بنكات لامست هموم الناس بروح خفيفة. كما أضفت الفرقة الأمازيغية لمسة تراثية ساحرة بأنغامها الأصيلة ورقصاتها التقليدية، لتكتمل السهرة بمزيج فني يجمع بين التنوع والوحدة.
الجمهور الذي غصّت به الساحة أجمع على أن هذه الليلة كانت “استثنائية بكل المقاييس”، مؤكداً أن مهرجان الطلبة والرمى والخيالة لم يعد مجرد حدث محلي، بل ملتقى ثقافي وفني يضاهي كبريات التظاهرات الوطنية.
وبهذا الزخم، تواصل النسخة الثامنة عشرة للمهرجان تعزيز مكانتها كفضاء يزاوج بين الموروث المغربي الأصيل والإبداع العصري، مثبتة أن صخور الرحامنة قادرة على جعل الفرح عنواناً للتنمية والانفتاح.