الباحث عبد العالي بلقايد : المخزن الرحماني حكمة وتحكيم .

فور تنمية

 

هذه السردية تتفاعل وتبني مقولها حول احداث عرفتها مدينة ابن جرير في سبعينيات القرن الماضي حين عرف كوليج ابن جرير كما كان يحلو للساكنة تسميته إضرابا كان صدى لما كان يجري من إضرابات في قطاع التعليم بسائر ربوع المملكة ما ترتب عنه سنة بيضاء .

هذا الإضراب بابن جرير عرف بعض السلوكات النافرة عن المزاج الثقافي العام للبلدة وقد وجهت اصابع الإتهام لثلاثة من الشباب لا زالوا على قيد الحياة.
ولما ابلغ الحاج امحمد والشاغل انذاك رئيسا لدائرة الرحامنة المتواجد مقرها بمدينة مراكش أمر الا يتم تحرير محاضر في حق المتهمين وان يهيء جمعا بمقر القيادة يحضر فيه اعيان المدينة واباء التلاميذ بحضور المتهمين (التلاميذ).

لما حضر الجميع ذكر الحاج امحمد الحضور بالمنسوب للتلاميذ وان تحرير محاضر في حقهم قد ينزل بهم عقوبات ثقيلة ما يترتب عنه ضياع مستقبل الاولاد ولهذا نبه الجميع بضرورة إيلاء التوجيه السليم للأبناء وان تستأنف الدراسة بسلاسة وكل عرقلة لها سيعرض الأباء والأعيان للمساءلة.

هذه الصيغة هي من اعراف التقاليد المخزنية بالرحامنة والتي تستحضر بشكل متوازن مصلحة الفرد والمصلحة العامة او الحق العام متجسدا في الدولة والمجتمع.

والحاج امحمد كان من خيرة رجالات الإدارة الترابية في تلك الحقبة ومن النخبة التي برزت في مغرب ما بعد الإستقلال كاحمد عصمان وباقي الاطر التي ستلعب ادوارا بارزة في الإدارة والحياة العامة. وقد يكون واحدا من زملاء الدراسة لاحمد عصمان.

ما اثارني لبسط هذه السردية محاكمة الشاب الشيخاوي الذي
وإن اختلفت معه او اتفقت في الشكل الذي عبر من خلاله عن رأيه يبقى الوضع الإجتماعي عاملا اساسيا وجب استحضاره حتى لا تكون اسرته وخاصة صغيريه أكثر المتضررين.

دور النخب منعدم سواء كأحزاب او منتخبين الذين يعتبرون المسؤولين الأوائل عن مٱلات المدينة اكثر من الإدارة ،
فدور الأعيان تبخر بتخليهم عن ادوارهم التقليدية و حين اضحوا من الباحثين عن فرص الإغتناء باي طريقة متاحة.

وضع كهذا سيجعل الإدارة في مواجهة مباشرة مع المواطنين ولن ينتج الا كثيرا من الممارسات التي تسلك خيار التحكم اكثر من خيارات اخرى ممكنة والتي يعتبر شرط وجودها مرتبط بمؤسسات المجتمع التي هي صورة للدولة المغربية التي كانت عبر العصور تعكس حاجيات الناس نشيطة وفعالة في محيطها جهويا ودوليا……….

وما دامت الإنتخابات على الابواب حيث ستفتح مشاورات مع الاحزاب وجب على هذه الأخيرة رفع ملتمس لوزارة الداخلية لتنقية الاجواء السياسية بالإفراج عن كل معتقلي الرأي فلا ديمقراطية بدون بذر ثقافة ديمقراطية التي تعزز السلم الإجتماعي الضروري لكل إقلاع إقتصادي.

يتبع

Comments (0)
Add Comment