فور تنمية
وسط أجواء نابضة بالحيوية والانفتاح، تتواصل فعاليات برنامج “الحضور الفرنسي” بإقليم الرحامنة، في نسخة 2025 الممتدة من 18 إلى 28 يوليوز، بتنظيم من جمعية كوكب المتعلمين الرحامنة، وبشراكة مع جمعية Mix’Cité القادمة من منطقة Hauts-de-France الفرنسية.
هذا البرنامج، الذي جاء من أجل تعزيز الحوار بين الثقافات، من خلال أنشطة مبتكرة تجمع بين الإبداع الحرفي، الورشات البيئية، والتبادل الإنساني البنّاء. وقد نجح في تحويل اللقاء العابر إلى تجربة إنسانية غنية، تلامس العمق التربوي والاجتماعي وتُراهن على الشباب كقوة تغيير ووعي.
في الأيام الأخيرة من المبادرة، انخرط شباب مغاربة وفرنسيون في ورشات ميدانية شملت حملات نظافة وتزيين في عدد من المؤسسات التربوية بالإقليم، حيث رسمت مشاهد التعاون والعمل الجماعي لوحة إنسانية عابرة للحدود، يتقاسم فيها الطرفان قيم المواطنة البيئية والمبادرة المجتمعية.
ما يُميز “الحضور الفرنسي” ليس فقط نوعية الأنشطة، بل روح المبادرة التي تسري بين المشاركين. فقد أظهرت هذه المبادرة أن العمل التطوعي المشترك يمكن أن يكون جسرًا حقيقيًا بين الشعوب، وفرصة لصياغة مشاريع مستقبلية مبنية على الاحترام المتبادل والانفتاح الثقافي.
إن تنظيم مثل هذه المبادرات في مناطق غير مركزية، كإقليم الرحامنة، يُعد نقلة نوعية في تصور التعاون الدولي، حيث تُمنح الفرصة لمجتمعات محلية كي تنفتح على العالم دون أن تغادر حدودها. ويُحسب للقائمين على البرنامج قدرتهم على دمج الجانب الثقافي بالتربوي، في توازن فريد يعكس عمق الرؤية وصدق التوجه.