لغتيري يتناول تجربة سعيد بوعيطة.. الناقد الذي يوائم بين جذور التراث وآفاق الحداثة.
فور تنمية
في أجواء احتفالية حافلة، نظمت جمعية سيمفونية الزهو للثقافة والفنون بشراكة مع جمعية غاليري الأدب لقاءً أدبياً مميزاً للاحتفاء بالناقد الموسوعي سعيد بوعيطة، وذلك يوم السبت 23 نونبر 2024، بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني. الحدث شهد حضور نخبة من المثقفين والأدباء والنقاد الذين أثنوا على مسيرة هذا الناقد الاستثنائي وإسهاماته الرائدة في الساحة النقدية.
وقدم الأديب مصطفى لغتيري قراءة نقدية معمقة حول مسيرة بوعيطة النقدية، مسلطاً الضوء على تعدديته المنهجية وتميزه الثقافي. أكد لغتيري أن سعيد بوعيطة يمثل حالة استثنائية في النقد العربي، حيث يجمع بين التراث العربي والنظريات النقدية الحديثة، مثل النقد النفسي، البنيوي، السيميائي، والاجتماعي. وأشار إلى أن هذه التعددية تعكس ثقافته الموسوعية التي تمتد بين المراجع الغربية والعربية على حد سواء.
تحدث لغتيري عن الحضور البارز لكتابات بوعيطة في الأوساط الثقافية المشرقية، حيث لاقت أعماله احتفاءً كبيراً لكونها تمثل جسراً ثقافياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة. من خلال انعكاس مرآة الذات المشرقية في كتاباته، تمكن بوعيطة من تعزيز التواصل بين المدارس النقدية العربية والغربية، ما جعله رمزاً نقدياً مميزاً يُحتفى به في مختلف الأوساط الأدبية.
أشار لغتيري إلى أن تصنيف بوعيطة ضمن مدرسة النقد الثقافي يبدو منطقياً بالنظر إلى اهتمامه بالسياقات العامة للإنتاج الأدبي. وأوضح أن بوعيطة لا يكتفي بتحليل النصوص من الداخل، بل يغوص في أبعادها الثقافية والاجتماعية، معتمداً على إحالات عميقة لأعلام النقد العالمي مثل رولان بارت، جاك ديريدا، وجوليا كريستيفا، ما يضفي على قراءاته ثراءً فكرياً لا يخلو من العمق المحلي.
ختم لغتيري قراءته بالإشادة بتجربة بوعيطة التي تُعد مثالاً للنقد الذي لا ينفصل عن الواقع الثقافي والاجتماعي. اعتبر أن نصوصه النقدية ليست مجرد قراءات سطحية، بل وجبات ثقافية غنية تحفز على التأمل والتفكير. أكد أن أعمال سعيد بوعيطة تمثل نموذجاً يُحتذى به في المزج بين التقاليد النقدية والابتكار، مما يجعلها مصدر إلهام للأجيال الجديدة من النقاد والأدباء.