OCP

صور الموت والرعب بغزة تكشف سكيزوفرينيا الغرب وتعري عورته!

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية .صلاح الدين لعريني

من المفارقات الغريبة التي تكشف اليوم عورة الغرب، هي أنه كان منشأ ومسرحا لكل من مع-اداة السا-مية والإسلامو-فوبيا؛ حيث تعرض اليه-ود للاضطهاد بسبب جنسيتهم/دينهم بنفس الطريقة التي يتعرض لها المسلمون اليوم، بانتظام للمذابح ومنذ عقود! ومع ذلك، بعد أهوال الهو لو كوست، تم إدانة مع-اداة السا-مية على نطاق واسع في الثقافة الغربية باعتبارها غير مقبولة ومثيرة للاشمئزاز. لكن المشاعر المعادية للعرب والإسلامو-فوبيا في الغرب لم تتعرض أبدا لنفس الإدانة!
لقد شيد الغرب ايديولوجية الاسلامو-فوبيا وكرسها في الذهبية العالمية المعاصرة على مدى العقود القليلة الماضية، مشرعنا بذلك حربه على المسلمين/العرب باسم “الإرهاب” تحت قيادة الويلات المتحدة. وها هي اسر- ائيل اليوم تستخدم نفس الايديولوجيا لإضفاء الطابع الشرعي على مجازرها على الفلسطينيين.
لهذا، ليس من الغريب أن تعترف العديد من الأنظمة الغربية بإنسانية اليه-ود، وفي الوقت نفسه تجرد المسلمين والعرب من إنسانيتهم (نعتهم الخطاب السياسي الإسر- ائيلي والغربي المهيمن بالحيوانات البشرية) وتصمهم بالارهاب الذي صار متجذرا في النواة المركزية للمخيال الغربي المعاصر. ولعل هذا ما يبرر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يجري الآن في غزة، وهو ما يفسر إصرار الخطاب السياسي الغربي على “حق” إسر- ائيل في الدفاع عن نفسها. ويعكس هذا الإصرار منظور غربيا لموت المدنيين العرب/المسلمين باعتباره مسألة طبيعة وثمنا مقبولا لأمن إسر- ائيل واستقرارها.
ومن المؤشرات الدالة على تجذر الاسلامو_فوبيا في الثقافة الغربية، تحيز جزء كبير من الخطاب الإعلامي الغربي الذي ما فتئ يصر على إدانة المأساة الإسر- ائيلية وإضفاء الطابع الفردي عليها وأنسنتها، بالموازاة مع تصوير المأساة الفلسطينية بلغة سلبية كما لو كانت تقع لكائنات غير آدمية أو مجهولة الهوية، مع تذكير الجمهور باستمرار بأن حم-اس معترف بها من قبل الحكومات الغربية كمنظمة إرهابية، دون الإشارة إلى تصنيف منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة للنظام الإسر- ائيلي بكونه نظام فصل عنصري. زد على ذلك، وصم هذا الخطاب لانتقاد تصرفات إسر- ائيل، وإضفاء الطابع الإنساني على ضحاياها كمظاهر لمعاداة السامية، (تعميم إشاعة صور أطفال مقطوعي الرأس). وفي الوقت الذي اتخذ هذا الخطاب من بعض الكلمات والأوصاف مثل “الإرهاب” و”الأطفال مقطوعة الرأس” لإدانة الفلسطينين والتعبير عن رعب موت الإسر- ائيليين، تعامل بدم بارد تجاه صور الموت والرعب والمجازر الجماعية التي تحدث بلا انقطاع للأطفال لفلسطينيين والمدنيين بصفة عامة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.