من ذاكرة الرحامنة: العصامي صالح: حينما قال له الفقيه البصري: لا نريد مالا، بل نريد سلاحا.

عبد الكريم التابي.

يتحدر من بوشان بالرحامنة. درس بمدرسة ابن يوسف بمراكش، وبعدها عمل معلما في أزيلال. اعتقلته سلطات الاستعمار سنة 1952، حيث أمضى ثلاثة شهور في السجن، طرد بعدها من سلك التعليم، وعاد يشتغل في تجارة الثوب.

كانت له علاقة وطيدة مع المقاوم لحسن زغلول (ولد الكابران) بحكم جوار السكنى. قام المرحوم السي صالح رفقة زغلول بجمع أموال لفائدة المقاومة، ولما ذهبا إلى البيضاء للقاء الفقيه البصري وتسليمها إليه، أرجعها إليهما، وقال لهما: ( نحن بحاجة إلى السلاح وليس إلى المال)، فعادا أدراجهما، وتمكنا من شراء خمسة مسدسات، تكلف السي صالح العصامي بما تحمله تلك المهمة من مخاطر بإيصالها إلى البصري.

انخرط السي العصامي مبكرا في حزب الاستقلال، وانضم بعد انشقاقه إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومنه إلى الاتحاد الاشتراكي الذي شارك معه في الانتخابات التي أجريت سنتي 1976 و1977. التقيته في بعض أنشطة الاتحاد خلال السبعينيات وعند عودة لحسن زغلول من منفاه بالجزائر سنة 1999.

في المناسبات التي أتيحت لي فرصة لقائه، كان يبدو رجلا محترما،منصتا، قليل الكلام، لاتعوقه تلك الحشرجة الصادرة من صدره، عن مشاركة مجالسيه من الحديث عن مغرب الديمقراطية والتحرير والاشتراكية، ذلك الشعار الذي كان يردده السي صالح العصامي أثناء الحملة الانتخابية لسنة 1977 التي دخلها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باللون الأصفر كما كانت وزارة الداخلية توزع على سجيتها الألوان الممسوخة على الأحزاب، قبل ظهور الرموز في انتخابات 2003.

لروح السي صالح العصامي كل السلام والسكينة.